بقلم: ماريان فهيم
كنت افكر كيف سيتعامل السيد الرئيس- بما انه اليد العاملة الوحيدة في البلد – مع التدني الذي وصل له الاعلام، هل سيعين وزير اعلام قوي يرسم السياسة الإعلامية للدولة قادر على إدارة الأزمات ، هل سيغلق الفضائيات ويؤمم استديوهاتها ، هل سيعيد احياء التليفزيون المصري ليكون لسان حاله، هل سينتظر البرلمان لتشريع قوانين تنظيمية لوسائل الاعلام المسموعة والمرئية ام ماذا سيفعل، ولم اتوقع منه ان يتعامل مع الموقف وفقا للمثل الشعبي الذي يقول “اللي مربهوش ابوه وامه هيربيه الزمن” فمنذ ايام خرج الرئيس في احدي خطاباته مخاطبا الاعلام “أنا هشكي للشعب منكم المرة الجاية” وهكذا سلم الاعلام للشارع وما ادراك ما هو “ الشارع المصري” وهكذا سيتنقي الاعلام من شوائبه
من منا يتذكر مذيعين الإذاعة المصرية الذين نشأت على ايديهم الاذاعة فقد كانوا مثل اعلي للمجتمع اجمع في رقى الحوار وأدب الحديث والمصداقية والخلق القويم ، يؤسفني ان اقول ان هناك انهيار كامل لمنظومة الاعلام ، تدنى في مستوى الحوار وسباب واسفاف ونقل حقائق مبتورة ونقد بدون وعي و تجاهل الانجازات واعطاء صوره متشائمة ومظلمة عن المسئولين ، لايوجد أسس علمية لتعيين مقدم البرامج ، والمذيع الافضل هو الذي يحصل على اعلانات اكثر، فصاروا الاعلاميين كما يقال “ حيتان شهرة ونفوذ وفلوس” دون مهنية او دراسة او خلفية
وليس من منقذ فقد شاخ التليفزيون المصري وبات يعاني من تخمة في عدد موظفيه يستنزفون موارده ، ناهيك عن فقد مصداقيته، فكلما سمعنا منه خبر نسرع بسماع مصدر آخر للاخبار للتأكيد على ما سمعناه ، غاب دوره الوطني وهو ما سمح بوجود بديل قد يعمل لصالح مموليه قبل التفكير في الصالح العام
وجميعنا ايدينا ملطخة بالدماء، فنحن من يتابع هؤلاء وينشر اخبارهم ويساعد على شهرتهم في حين ان افضل تعامل معهم هو التجاهل ، فالرأي العام قوي وخير مثال على ذلك ازمة المذيعة ريهام سعيد وكيف ضغط المشاهد على المعلن فتم وقف البرنامج، صلاح حال الاعلام هو صلاح حال الوعي عند المواطن ، وما نشاهده اليوم ليس اعلاماً انما نوع من انواع التغيب للعقول.






























