ناصر سليمان/ القاهرة
فيروز و أبناءها :
“ليال” : ولدت عام ١٩٦٠، وتوفّيت عام ١٩٨٨.
“ريما”: ولدت عام ١٩٦٥،وهي كاتبة و مخرجة.
“هالي”: ولد عام ١٩٥٨، و هو مُقعد.
“زياد”: ولد عام ١٩٥٦، وهو صحفي و كاتب و ملحّن. وتوفي اليوم عن عمر يناهز ٦٩ عاماً ليجدد برحيله الحزن في قلب فيروز المتعب..
في سنة 1973، زياد كان لسه شاب عنده 17 سنة، ولقي نفسه قدام لحظة صعبة جدًا في حياته لما والده عاصي الرحباني اتعرض لنزيف حاد في الدماغ وهو بيحضّر لمسرحية “المحطة”، ودخل المستشفى. في واحدة من أكتر اللحظات المؤثرة، فيروز طلعت على المسرح تكمّل البروفات، ولما شافت كرسي عاصي فاضي، الحزن غمرها وسكتت، وساب الغياب أثر كبير فيها. منصور الرحباني، أخو عاصي، لاحظ ده، وكتب كلمات بتعبر عن ألم الفقد، وطلب من زياد إنه يلحنها. كانت أول تجربة لزياد في التلحين، وكانت لوالدته فيروز، وكانت النتيجة أغنية “سألوني الناس”
سالونى الناس عنك يا حبيبى
كتبو المكاتيب و اخدها الهوا
بيعز على غنى يا حبيبى
و لاول مره ما منكون ســـوا
سالونى الناس عنك سالونى
قلتلهن راجع اوعى تلومونى
غمضت عيونى خوفى للناس
يشوفوك مخبا بعيونى
و هب الهوا و بكانى الهوى
لاول مره مـــا منكون ســوا
طل من الليل قال لى ضوى لى
لاقانى الليل و طفا قناديلى
و لا تسالينى كيف استهديت
كان قلبى لعندك دلـيـلى
و اللى اكتوى بالشوق اكتوى
لاول مره ما منكون سوا
والأغنية نجحت نجاح كبير وبقت من علامات فيروز والرحبانية
وبعدها بسنين، ومن لحظة إنسانية تانية، اتولدت أغنية “كيفك إنت”. زياد وقتها سافر خارج لبنان عشان يتجوز حبيبته دلال كرم رغم وجود تحفظات عائلية، وبعد غياب طويل، رجع لبنان من غير ما يبلغ فيروز، وقابلها صدفة، وسألته : “كيفك إنت؟ عم بيقولوا صار عندك ولاد؟ وكملت كلامها أنا والله كنت مفكرتك برات البلاد”.
اللحظة دي أثرت فيه جدًا، فكتب الأغنية ولحنها، وسجلها بصوته، وراح قدم لها الأغنية بنفسه، لكن فيروز وقتها رفضت و قالت له مازحة: ” بس ييجي الكهربا”. زياد أصر، وخلّاها تسمعها، وبعد ما خلصت، سألته: “هيدي شو بدنا نعمل فيها؟”. فيروز كانت مستغربة من بعض الكلمات، خاصة “ملا إنت”، لكنها بعد تفكير وافقت تغنيها، وفعلاً بقت واحدة من أنجح وأقرب الأغاني لقلوب الناس.
زياد الرحباني.. الموهبة اللي سبقت عمرها.
ماكانش مجرد ملحن أو مؤلف موسيقي، كان حالة فنية متكاملة، فيها عبقرية وفكاهة، حزن وسخرية، تمرد وحب. أعماله المسرحية شكلت جزء لا ينسى من ذاكرة الفن العربي.
وبرحيله، خسرنا صوت حر، لم يجامل لا سلطة ولا جمهور، وكان فنه دايمًا مرآة لواقع متقلب، وحلم لايموت…. ومنذ ان سمعت عهدير البوستة التي كانت نقلة نوعية لفيروز على ايدي ابنها زياد وحقبة جديدة في الكلمات والالحان في بداية الثمانينات والتي لفتت نظر جيل جديد من الشباب لم يكن يسمع فيروز من قبل ايقنت ان هذا الشاب يمتلك عبقرية جمعت مابين والده وعمه شعرا والحان وقد اسعدني الحظ انني حضرت على مسرح شتات ريانو في بيروت مسرحية غنائية استعراضية من الحانه ١٩٩٦ “هنيبعل” وقد كانت في منتهى الروعة…رحم الله زياد وصبر قلب فيروز التي ترعى اخيه المعاق وخالص العزاء لقلوب محبيه!
































