بقلم: سليم خليل
لم تمر مدة كافية لينسى البشر جحيم منظمة القاعدة الإرهابية ومزايدات السياسيين ووسائل الإعلام لتخويف الشعوب من ذلك العدو الهائل الذي وصف بأنه شكل
خطرا على السلام العالمي والنتيجة كانت إحتلال أفغانستان والعراق لإنقاذ الكرة الأرضية من شرً تلك المنظمة الشيطانية التي يعرفها الجميع ويعلم لماذا تأسست وكيف نمت وأين تجمعت ومن موًلفها وشجع عشرات آلاف المقاتلين المرتزقة لينضموا إلى المقاومة الوطنية الأفغانية لتحرير أفغانستان من الإحتلال السوفييتي .
بعد ما يقارب العقدين من الزمن تعاد ذات الإعلانات والتصريحات على ذات وسائل الإعلام من إذاعات وصحف ومجلات وتلفزيونات ؛ ومن السياسيين – حكومات أو معارضة – ! فقط تغيًر إسم العدو الرهيب من القاعدة الشيطانية إلى – داعش- الأبالسة ! والجميع يعلم ويعرف تمام المعرفة أن الجهات التي تمول المرتزقة وتسلحها
وترسلها عبر تركيا والأردن إلى مواقع القتال لمساعدة داعش والثورة السورية هي ذاتها التي أسست القاعدة في الثمانينات من القرن الماضي.
إنها سياسة تخويف الشعوب لتبرير تنفيذ مخطط تقسيم بحجة حماية العالم من جرائم العدو الجديد – داعش -الذي إنضمت لمحاربته أكثر من أربعين دولة أكثرها يشارك بشكل شبه رمزي لدعم مخطط التقسيم ومنح المخطط صبغة – الإرادة الدولية –
ينضم حاليا إلى حملة التخويف من داعش مرشحوا الرئاسة الأميركية وخاصة ممثلوا الحزب الجمهوري في حلقات مزاد علني لكسب أصوات الناخبين وكل مرشح
يوعد بأنه الأفضل والأقوى في إبادة – داعش – التي تشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة وعلى السلام العالمي !! والجميع يعرف أن داعش هم المسلمون السنًة الموجودون في وسط العراق محاصرين جنوبا من شيعة العراق وشرقا إيران وشمالا الأكراد ودولتهم المستقبلية وغربا سوريا .
طبعا تلقى مزايدات التهديد والوعيد ردة فعل إيجابية بين الناخبين العاديين الذين حتى الآن يؤيدون المرشح المتحدث بأقوى لغة تهديد؛ بالإضافة إلى التهديد ولغة القوة يصفون الإدارة الحالية بالضعف والاستسلام وتعريض الشعب الأميركي للخطر .
تناقضات واضحة في حملة التهديد والوعيد لأن المرشحين الجمهوريين ينتقدون حرب إحتلال العراق التي جرت في فترة حكم حزبهم الجمهوري برئاسة جورج بوش الإبن
وذلك لإضعاف شخصية شقيقه المرشح حاليا لرئاسة الجهورية الأميركية؛ وفي ذات الوقت يعدون بشن حرب مدمرة على العراق حيث نمت داعش بمساعدة دول
الخليج المحمية ؛ حليفة الإرادة الدولية – أكثر من أربعين دولة ضمنهم دول عظمى- وضد الشعب ذاته المدعوم من نصف أولئك الحلفاء .
تناقضات في القرار لم يشهد لها العالم مثيلا في تاريخ الحروب القديمة ولا الحديثة ؛ يتباكى المرشحون على الولايات المتحدة بأن الإدارة الحالية أضعفت الجيش وأن السيطرة على العالم تتقلص وهذا يوجب المواجهة بكل قوة وبكل الأساليب : حربية إقتصادية وسياسية !
نود أن نذكر هنا أن الولايات المتحدة أقوى من العالم مجتمعا وبأضعاف : تعبر المحيطات والبحار ١٢ حاملة طائرات وبجانبها سفن حربية مجهزة بأحدث أساليب
القتال وأسلحة الدمار الشامل؛ ويتواجد في القواعد الأميركية المنتشرة في كافة بقاع المسكونة أكثر من عشرة آلاف طائرة مقاتلة يضاف إليها آلاف الطائرات بدون طيار وهيليكوبتر؛ يضاف إلى ذلك أحلاف عسكرية وإتفاقيات دفاع مشترك مع أكثر من مئة دولة وميزانية حربية سنوية بستمائة ميليار دولار ؛ وعلينا أن نذكر بالأخص حلف الأطلسي الذي يضم أكثر الدول العظمى وجيوشها وأسلحتها .
إن الولايات المتحدة بخير وعندما تريد النصر لا قوة على الأرض تمنعها