بقلم: هيثم السباعي
للتذكير فقط، إنفصل تنظيم داعش عن القاعدة في العراق في نيسان ٢٠١٣. أعلن أبوبكر البغدادي الخلافة الإسلاميه في العراق والشام (داعش) بتاريخ ٢٩ حزيران (يونيو) عام ٢٠١٤. من أوائل الذين إنضموا إلى صفوفه، الإسلاميون الذين تم تحريرهم من السجون.كما أن الحكومات الطائفية في سورية والعراق ساعدت التنظيم، مساعدة فعالة على تجنيد الشباب السنه في صفوفه. أما استخدامه العنف المفرط الذي يصل لدرجة الوحشية فهو نتيجة طبيعية لما لاقاه معظمهم في السجون السورية والسجون الأميريكية في أفغانستان والعراق والدول الأخرى، كالمغرب وپولندا وغيرها، التي ساعدت بهذا الموضوع أثناء حروب المنطقة قبل انتقال إدارتها إلى الحكومات المحلية. من أهم الفئات التي إنضمت إليه قادة قطعات الجيش العراقي و ضباط المخابرات الذين كانوا تحت قيادة الرئيس الراحل صدام حسين.
يعتبر التنظيم من أغنى التنظيمات الإرهابية في التاريخ. إذ بلغت ميزانيته في وقت من الأوقات ٢ مليار دولاراً أميريكياً. كان يملك من الأموال والأصول قبل الإستيلاء على الموصل مايقرب من ٧٧٠ مليون دولاراً أميريكياً.حصل من نهب بنوك الموصل على ٣٨٤ مليون دولاراً اميريكياً. كما حصل على أكثر من ٣٠ مليون دولاراً من مبيعات النفط والآثار السورية المنهوبة.
بدأت الغارات الجوية الأميريكية على التنظيم في العراق في آب (أغسطس) عام ٢٠١٤، ثم إنضم إليها على شكل تحالف، أكثر من ستين دوله من دول المنطقة والدول العظمى. دخلت بعد ذلك روسيا في ٣٠ إيلول (سيبتمبر) العام الماضي من البوابة السورية، لنفس الهدف.
من أكبر وأهم الأسئله التي ترد على الخاطر، أين وكيف ومتى تم إدخال أكثر من ثلاثين ألف شاحنه صغيره وسيارة ذات دفع رباعي أغلبها من ماركة تويوتا ومعها عدد لايحصى من المدافع الرشاشة والمدافع المضادة للدروع، خلال زمن لايمكن وصفه إلا بأقصر من قصير؟ السؤال الذي يليه كيف ومتى ومن أين تمكن مقاتلوا التنظيم الذين يربوا عددهم على ٣٥ ألف مقاتل قدموا من ٨١ بلداً، دخول سورية والعراق؟؟
فرقتان عسكريتان كاملتان بعديدهما الذي يبلغ ٣٠٠ ألف جندي، بكامل معداتهما الحربية التي تشمل مدفعية ميدان ودبابات وحوامات وطائرات مقاتله…..وذخيرتها، ترك ضباطها وأفرادها مواقعهم بالموصل بدون قتال بمجرد دخول أقل من ٢٠٠٠ مقاتل من داعش. السؤال هل تلقت قيادة الفرقة العسكرية أوامر بترك أسلحتها والإنسحاب؟؟ أم أن الضباط قاموا بالإنسحاب من تلقاء أنفسهم؟؟ لاأحد يعلم حتى اليوم مَنْ وراء هذا الإنسحاب؟؟ وماهدفه؟؟ في الحالتين لاتوجد إجابات لأي من هذه الأسئلة. النتيجة حصول داعش على كميات هائله من الترسانه العسكرية الحديثة أميريكية الصنع.
ماقيل عن الموصل ينطبق تماماً على دخول داعش إلى تدمر بعد انسحاب القوات السورية بدون قتال وكأنها مدينه مفتوحة. أول عمل قام به التنظيم لدى دخوله تدمر هو تدمير سجن تدمر. السؤال لماذا فعل ذلك علماً بأنه لديه مثل هذا السجن وهو بحاجة إليه؟؟ بتدميره سجن تدمر قضى على كل أثر من آثار الإنتهاكات المرعبة لحقوق الإنسان التي ترقى إلى جرائم حرب وضد الإنسانية التي ارتكبت في ذلك السجن المخيف، على مدى عقود، الذي قال عنه نزلاؤه، الداخل مفقود والخارج مولود. السؤال تم التدمير لخدمة من؟
نهب التنظيم آثار المدينه كما نهب، من قبل الآثار الآشورية في نمرود وغيرها من الآثار العراقية وباعها في السوق السوداء الدولية بعد أن تظاهر بتدميرها عن طريق تدمير نظائرها التي صنعها من الجص ولكنه دمر الآثار التي لايمكنه نقلها وبيعها كالمعابد.
تمكن التنظيم منذ نشأته من الإستيلاء على عدة حقول نفط وغاز في العراق وسورية. تم ذلك دون أن يواجه أي صعوبة أو مقاومة. قيل، على ذمة الرواة، أن دخله اليومي من بيع النفط الخام قبل هبوط الأسعار وقبل إسترداد بعض هذه الحقول منه، قد بلغ مليون دولار يومياً. من كان يشتري هذه النفوط وكيف تم نقلها إلى المشترين؟ قيل، أيضاً على ذمة الرواة أن المشترون الكبار هم النظام السوري وتركيا وإسرائيل، تتم صفقات البيع والشراء عن طريق وسطاء!!! ليس لدي معلومات كافية عن طريقة نقل هذا النفط ولكن جزءاً لايستهان به كان ينقل عن طريق شاحنات برية (صهاريج.)
أخيراً، يقول چيل كيبيل، المتخصص الفرنسي بالشؤون الإسلامية والعالم العربي المعاصر: “…مسؤولية نمو التطرّف، هي مسؤولية الأنظمة الإستبدادية في العالم العربي. والجهاديون المعاصرون إستفادوا من فشل الحركات الديموقراطية التي إنبثقت مع الثورات العربية، واستفادوا من الأزمة الإجتماعية في الجاليات الإسلامية في الكثير من البلاد الأوروپية. المشكلة إقتصادية أكثر من أي شيء آخر.”
أما “ديڤيد كيلكولن”، المستشار الإستراتيجي السابق للجنرال ديڤيد پيتراوس في حربه ضد المتمردين في العراق، فقد أكد في مقابلة مع القناة التيليڤيزيونيه البريطانيه الرابعة أن غزو العراق لايعدو عن كونه من “أغبى القرارت” ولولا الحرب العراقيه لما رأينا داعش!!!
يبقى السؤال الكبير، من يصدق أن كل الدول العظمى لم تتمكن منذ آب (أغسطس) ٢٠١٤ حتى اليوم من القضاء على هذا التنظيم؟ وهل فشل الحرب على الإرهاب واقعي أم مفتعل؟؟ وإذا كان مفتعل، ماهو الهدف التالي لمؤسسيه؟؟











