بقلم: هيثم السباعي
إستعرضنا في العدد السابق ،عصر الإنحطاط والخطاب الديني، وننهي اليوم سلسلة المقالات هذه بإقتراحات للحل التي تبدو كحلم من أحلام اليقظة.
٥. تذكير موجزلأهم صفات المجتمع العربي والانسان العربي:
● السواد الأعظم من المجتمعات العربيه اليوم يعاني من ثلاث ظروف وأحوال تعتبر كارثيه وهي الفقر والجهل والظلم مشكلة بيئة غنية وسهله لاحتضان التطرف وتجنيد الشباب خاصة لتكريسه.
● تأصلت فيه الفردية انفس الأعراب وفي أنفس أشباه الحضر وفي اكثر الحضر، حتى صارت أنانية مفرطة، عاقت المجتمع العربي في الجاهلية وفي الإسلام وحالت دون التوثق والاتحاد كما حالت بينهم وبين سيرهم في سبيل الحضارة الغربية.
● يعاني أغلب أفراد المجتمعات العربيه من الأميه التعليميه ويعاني أغلب متعلميها من الأميه الثقافيه.
● ان العربي على المستوى الفردي والمجتمعي يعاني من الفردية المطلقه أو الدكتاتوريه الفرديه اذا شئت والتي يمارسها يوميا في بيته وعمله لاتمكنه من الاستماع للآخر ولا القبول به أو احترامه. كما أنها تبعده عن العمل الجماعي ضمن فريق عمل ما. مستمع سيئ ويعتبر مخالفة رأيه اهانة شخصيه. أي على الآخر أن يوافقه على كل طروحاته بصرف النظر فيما اذا كانت تعجبه او تتفق مع رأيه أم لا. أي لايحترم رأي الآخر.
● يمارس النفاق الاجتماعي في حياته اليوميه. يتظاهر بالموافقة على آراء الآخرين بحضورهم لينتقدها في غيابهم.
٦. مقترحات للحل وآفاق المستقبل :
● ان التخلص من هذه السلبيات لايمكن الوصول اليها بعصا سحرية بين عشية وضحاها. بل تحتاج الى عدة عقود وأجيال من العمل الجدي المتواصل كي تؤدي الى تغيير جذري لهذه الثقافه بمعناها الشمولي. اذ لابد أن تبدأ من مراحل الطفولة المبكره في العائله والمدرسه معا.
● علينا أن نعلم ونتعلم مع أولادنا وأحفادنا اننا لا نعيش في هذا العالم بمعزل عن الآخرين وكأننا جئنا من كوكب آخر أو أننا نعيش في غير هذا الكوكب. علينا ايضا ان نفهم ونفهمهم بأن لنا أقرباء وأصدقاء وجيران وأبناء وطن آخرين قد لا يتفقون معنا بامور معينه وهذا من حقهم ولايعني انهم أعداء لنا بل على العكس قد تكون آرآؤهم وأفكارهم صحيحه وعندها نصحح معلوماتنا ونثري معرفتنا.
يمكننا الوصول الى مثل هذا الهدف عبر الآجراءات التاليه:
للوصول الى هدفنا نحن بحاجه الى:
1. تغييرجذري لمناهج التعليم بكافة مراحلها من دور الحضانه الى الجامعه باشراف فريق من الاختصاصيين بعلمي الاجتماع والنفس.
2. تحديث كافة المواد التي تدرس في المدارس والجامعات بما يتماشى مع تقدم العلوم والآداب والفنون التي نراها اليوم.
3. الغاء وزارتي الاعلام والثقافه أو اعادة النظر وتحديد المهام المنوطة بهما.
4. محاربة الأميه والفقر بكل الوسائل المتاحه بدءا باصلاحات اقتصاديه جذريه وانشاء أنظمه ماليه حديثه ومحاربة الفساد حربا لاهوادة فيها وانتهاء باعادة رؤوس الأموال العربيه المستثمره في الدول الأجنبيه الى أوطانها وتشجيع الاستثمارات الوطنيه.
5. تشجيع حركة تنقل الافراد والاموال بين مختلف البلدان بحرية وبدون قيود مما سيساعد على خلق فرص عمل جديدة ويزيد من الثروة العامة ويخفف من التعصب.
6. اعادة النظر بتنظيم الجيوش وتسليحها وتحديد مهامها بالذود عن حياض الأوطان فقط واستخدام الأموال الفائضه لانشاء وتمويل مراكز أبحاث في كافة المجالات العلميه والفنيه وغيرها.
7. رفع الظلم عن عامة الشعب بانهاء عسكرة الأنظمه التي مشت على خطى المستعمربطريقة تعاملها مع شعوبها وتداول السلطه والتأكيد على فصل السلطات واستقلاليتها.
8. تدخل رجال الدين وعلى رأسهم الأزهر الشريف باعتباره يمثل أعلى سلطة دينيه لمحاربة التطرف واعادة الخطاب الديني الى مساره الصحيح والبرهان على أن الاسلام دين سمح ينبذ العنف ويتماشى مع كل زمان ومكان والعوده الى الاجتهاد لاثبات انه لايخالف أي تقدم في العلوم والآداب والفنون.
إنتهى.