بقلم: هديل مشلح
انتابني سؤال مؤخراً هو أننا نحن العرب كيف وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه مؤخراً من نقص في الموارد وجهل في حاجة الدول الغربية مع أننا نمتلك موارد طبيعية هائلة ، وقد كنا أصحاب تاريخ مشرف نسطر البطولات الملحمية في الشجاعة ونصرة بعضنا البعض هذا إن صدق التاريخ ولم نكن نوهم أنفسنا بالانتصارات الوهمية كما صار حالنا اليوم مع واقع خساراتنا المتتالية وضعفنا الدائم .
يمتاز الوطن العربي منذ القدم وحتى يومنا الحالي بخبرات شابة وأيد فتية والكثير من المفكرين والعلماء والباحثين والأدباء ولدينا الكثير من الخيرات ومع ذلك انقلب واقع الحال، لكنني لست ألوم سوى بعض حكامنا العرب الفاسدين الخائنين الذين كانوا وما زالوا يسعون لمصالحهم الذاتية على حساب أبناء شعبهم يتنازلون كثيراً ولا يتركون لأنفسهم أية هيبة، فشلوا وأفشلوا شعوبهم في التقدم الحضاري لكنهم سمحوا لنا أن نتقدم في أمور أخرى فأصبحنا نتصدر أولى القوائم العالمية في التحرش وبلادنا أولى الدول المصدرة للارهاب ومن الأوائل في الفساد والرشوة …. ونجحوا بأن رفعوا نسبة الأمية و الجهل والفقر في عصر التكنولوجيا كمانجحوا بأن جمعوا في سجونهم أكبر عدد من أصحاب الرأي في عصر الكلمة والفكر الحر ، علمونا أن نقدسهم كما نقدس الله وأفهمونا أنهم لا يُخطئون وعلمونا أن السكوت عن الحق وسيلة لنكسب الباقي من أعمارنا فأصبح الخوف متأصل في وجداننا نحن العرب ، إياك ثم إياك أن تُبدي رأياً معارضاً مهما بلغت الأخطاء وإلا سيكون مصيرك مجهولاً … وأياك أن تشتكي الاقتصاد المتردي أو نقص في المواد التموينية الضرورية للمعيشة فسيكون الرد جاهزاً على شماعة الفشل أن علينا أن نحمد الله بأننا لسنا مثل سورية والعراق … وعلى كل الأحوال إياك أن تعترض أو تقل رأياً أو تُنصف الحقيقة لأن حكامنا العرب يرون بعين واحدة فقط ومن زاوية تناسبهم وحسبما يرضيهم وهم في الأصل يعيشون في عالم آخر يروننا من خلف زجاج سياراتهم المضاد للرصاص ومن داخل قصورهم الذهبية عبر شاشات التلفاز الموجّه وفي تقارير خاصة تُبين مدى سعادة الشعب العربي .
ماذا سيكتب التاريخ عنهم وكل مايهمهم هي صورتهم العاجية في الإطار المذهّب وهم يسطرون الملاحم الوهمية والانتصارات الغير حقيقية , كيف سيوهمون شعوبهم أنهم عظماء وهم لا يستطيعون تأمين حياة كريمة لشعوبهم .
كيف سنتقدم نحن العرب وبعض هؤلاء الخونة الفاشلون يُديرون بلادنا .