بقلم: سليم خليل
نتيجة توصيات المؤتمرات الدولية للحفاظ على البيئة في عدة مدن في العالم وآخرها مؤتمر باريز أخذت الدول الصناعية المنتجة للسيارات العاملة على المشتقات النفطية تضع برامجها لإيقاف إنتاج تلك السيارات ومنع إستعمالها .
أعلنت فرنسا وإنكلترا مؤخرا قرارات بمنع مبيع السيارات العاملة على البنزين والديزيل إعتبارا من عام 2040 أما في هولندا قررت الدولة المنع إعتبارا من عام 2025 كما تأخذ الهند بعين الإعتبار منعا مماثلا بدأ من عام 2030 ، أما الصين التي أصبحت أكبر منتج للسيارات عالميا – ٢٨ – مليون سيارة العام الماضي- أكثر من الولايات المتحدة واليابان وألمانيا مجتمعين – تضع في برامجها منعا مماثلا وستعلن قريبا تاريخ وقف إنتاج تلك السيارات وتاريخ منع إستعمالها في مدنها .
في تشرين الثاني القادم ستعلن السوق المشتركة الأوروبية برنامجا يحدد كمية إنتاج السيارات الكهربائية لكل دولة لمنع المضاربة وفائض الإنتاج.
يبلغ الإنتاج العالمي للنفط يوميا ٩٨ مليون برميل تشحن إلى مصافي النفط لإنتاج المشتقات النفطية المستعملة في المحركات المختلفة – سيارات ؛ مصانع وسفن إلخ -وتقدر نسبة إستهلاك وقود السيارات من هذا الحجم الهائل ب ٥٨ ٪ . إذا نفذت الدول المنتجة للسيارات تعهداتها يمكن أن تتقلص هذه النسبة إلى الصفر خلال – ٣٥ – عاما .
لذلك ستواجه البلاد المصدرة للنفط لدعم إقتصادها مثل روسيا والمملكة العربية السعودية وغيرها إنهيارا كبيرا في دخلها نتيجة فائض الإنتاج ونقص الإستهلاك ؛ ويتوقع الخبراء أن لا يتجاوز سعر برميل النفط – 40 – دولارا ؛ كما إن إنهيار الأسعار المستمر سيكون له نتائج سياسية سلبية .
إنها أخبار سارة للبيئة وللسلامة الصحية للبشر في المدن الكبيرة وخاصة في الصين حيث نسبة التلوث تجعل مدنها الكبيرة غير مناسبة صحيا للسكن والعيش ؛ وتقدر نسبة إنتاج الصين في المستقبل للسيارات الكهربائية بـ 40% من الإنتاج العالمي وأكثر هذه السيارات ستكون مجهزة للقيادة الذاتية بدون سائق .
يتوقع الخبراء أن تكون السيارات – بدون سائق – ملكية عامة تتم برمجتها حسب الطلب – التاريخ والساعة والمدة – وستكون هناك أندية مماثلة لمكاتب تأجير السيارات لتلبية طلبات المشتركين . عندما تتحقق هذه التوقعات ستحدث كارثة في نسبة البطالة وسوق العمل في مجال قيادة سيارات التاكسي وباصات النقل الداخلي حيث يعمل عشرات الآلاف من السائقين في كل مدينة من مدن العالم كما ستتقلص نسبة مبيع السيارات للأفراد بشكل هائل عند نجاح هذه المشاريع التكنولوجية .
في مراكز المدن الكبيرة مساحات كبيرة مخصصة لمواقف سيارات الموظفين العاملين في مركز المدينة والقادمين من خارجها ؛ أو للسكان المقيمين ؛ وتبقى السيارات دون استعمال طوال ساعات دوام العمل أو الإقامة ؛ في حال المشاركة في السيارات المبرمجة سيستفاد من مساحات مواقف السيارات بإنشاء حدائق أو أبنية سكنية وسيصبح السكن في مراكز المدن أسهل في حال ضمان وصول السيارة واستعمالها ثم انتقالها إلى مهمة أخرى دون الحاجة إلى موقف دائم .