بقلم: كلودين كرمة
سؤال يدور بذهن ابنتى..
فالأفكار افكارها ولكنى أحاول صياغتها بشكل مسلسل، لأنها لحماسها فى عرض مشاكلها تكرر نفس السؤال بعينه وكأنها تتوق الى اجابة مقنعة حتى تهدأ نفسها.
وبالطبع مع بداية العام الدراسي تتوالى الأسئلة وتتسابق الافكار سعيا فى فهم ما يحل بمدارسنا ونظم الادارة ومنهجية التعليم.
اولا : لماذا المدارس المصرية لا تشبه التى بالدول الأوروبية فى المناهج وطريقة تناولها ودراسة مواضيعها بأسلوب مشوق، ولما لا تدعم النظريات بالنشاط العملى المفيد الذى ينشط الفكر ويحمس الطالب لينال المزيد من المعرفة ويحصل على المعلومة بشكل ابسط وفى نفس الوقت اعمق بحيث لا يكون العلم مجرد كلام يحفظ لفترة بغرض اداء الامتحانات يم ينسى بعد ذلك؛ انما تبقى المعلومات ثابتة فى اذهان الدارسين.
ولما لا نستطيع ان نستفيد من النظريات العلمية قى حياتنا العملية؟
نحن نطالب بأن يكون للعلم تأثيره الفعلى فى نشأة الطالب وتربيته ويكون له التأثير الفعلى على شخصيته بحيث تواكب العصر الذى يعيش فيه فلا يتوقف فى زمن ماضى نتيجة لدراسة مواضيع من زمن ولى ..مثلا فى دراسة مادة الكمبيوتر – وبالرغم أن معظم الطلبة يستخدمون التليفون المحمول او شاشات الكمبيوتر التى تعمل عن طريق لمس الشاشة او بأخذ اوامر صوتيه- يظلون يدرسون ما يحتوى عليه الكمبيوتر من اجزاء ومداخله من لوحة المفاتيح او الماسح الضوئي ووسائل الاخراج كالطابعة مثلا…فهل هذا يعقل؟!!! فى الوقت الذى نري فيه الاطفال منذ نعومة اظافرهم يستخدمون هذه الاجهزة بمهارة فائقة من دون دراسة..اننى اتحدث هنا بالطبع عن المستخدمون وليس عن التقنيين و المتخصصين.
ثانيا: لماذا لا تهتم وزارة التربية والتعليم بنفسية الطفل والمراهق؟لماذا لا تدرك ان العقل له قدرة معينة على الاستيعاب وانه يتوجب ان تختار مواضيع المناهج بالعناية اللازمة حتى توائم العمر العقلى و وملامح الشخصية فى مراحل العمر المختلفة ؟
كما انه لا يمكن نتعامل مع العقل البشرى مثل الحاسوب الإلكتروني ذو الذاكرة الواسعة النطاق … و الدليل على ذلك النظام العقيم ان يطالب الممتحن بأن يجاوب اجابات نموذجية -اى حسب نموذج الاجابة الذى يتم توزيعه على الاساتذة المصححين فى جميع المراحل الدراسية وان من خالفت اجابته هذا النموذج تعتبر اجابته خطأ او على اقل تقدير لا ينال الدرجة المستحقة!!!!
انما الهدف المنشود هو التعليم بغرض الثقافة وليس لوضع اجابة فى ورقة امتحان.
تساؤل أخر لماذا لا يتم تغير زى الملابس المدرسية أو السماح بيوم ترفيهى يرتدى فيه التلاميذ زي مختلف ويشعرون أنهم أحرار وليس سجناء فصول ومقررات وقوانين صارمة لا يسمح بالحياز عنها ، ومختلفتها تستحق أشد عقاب؟؟؟
وتتساءل ابنتى ايضا “ تخيلوا لو مصر اهتمت شوية بمشاكل الطلبة؟” وتهتم ايضا بتنمية المواهب واحترام الفكر ورعاية التربية البدنية لأن على حد قولها ان الجملة الأكثر شيوعا التى يرددونها “ ان العقل السليم فى الجسم السليم”.
وتقول ايضا انه ينقصنا التدريب على تحديد المشاكل و اسلوب حل يعتمد على المنطق حتى يستطيع الاولاد والبنات على حد سواء صنع القرارات وتحديد معالم مستقبلهم.كما تطالب ايضا ان تتساوى حقوق الاولاد والبنات فى أحقية الدفاع عن النفس وان لا يعتبر جنس دون اخر ، وانه يجب ان يتدربوا منذ نعومة أظافرهم على احترام تفكير بعضهم البعض والتعبير عن الرأى واتخاذ ذلك على محمل الجدية.
ومن وجهة نظرها ،والتى تعبر عن الكثيرين من اقرانها فى سن المراهقة ، ان اتباع هذا الاسلوب فى التعليم والفكر فى التربية يؤثر بشكل ايجابى فى خلق جيل يتميز بالذكاء والطموح يستطيع ان يصنع حضارة ويواصل التقدم والابتكار ولا يستسلم لقواعد وقوانين تحد من احلامه ويصير فريسة لفكر عتيق يحوله الى دمى لا حول لها ولا قوة ،يحاكون النماذج السابقة، لأنهم لم يتعودوا ان الاختيار ليس جرما وأن الاختلاف ليس عيبا وعدم الخضوع و رفض الخنوع لا يستحق العقاب او الاهانة.
فإن اخذنا فى عين الاعتبار هذه الاراء ودرسنا هذه المشاكل فإنه بالطبع سينشأ جيل واثق من ذاته يتميز بقوة الشخصية والآراء السديدة والعين الفاحصة التى تختبر وتميز ما هو الاصلح فى مجتمع مستنير ينتظره مستقبل مشرق يرفض التخلف والقهر والاستسلام.