بقلم: فريد زمكحل
مازلت لا أفهم المدلول الحقيقي من وراء استقالة الرئيس سعد الحريري عن رئاسة الحكومة اللبنانية من داخل أراضي المملكة العربية السعودية، ومدلول العدول عنها فيما بعد، دون وجود توضيح مقنع للرأي العام عن المدلولين، خاصة وأنها جاءت وتزامنت مع قيام السلطات السعودية بالقبض على عدد من الأمراء، وعلى بعض من الوزراء السابقين بتهم فساد لم يقم الجانب السعودي بتوضيح أبعاده أو ملابساته، وهو ما يدفعني للاعتقاد بأنه كان للتخديم على أمرين الأول: احتجاز المملكة لكل هذه الشخصيات المعروفة وصرف الانتباه عن كل ما يتعلق بهذا الأمر ولو لفترة زمنية محدودة حتى يتم الانتهاء منه بالشكل الذي يتوافق مع مصالح المملكة، من خلال خلق مثل هذا السيناريو واستغلاله لتحقيق هذا الغرض.
والأمر الثاني : في تقديري كان لممارسة المزيد من الضغط من الجانب السعودي على قيادات حزب الله في لبنان بعد الاتهام المباشر الذي وجهه السيد عادل جبير وزير خارجية المملكة لقيادات الحزب وكشف فيه عن تورط الحزب في تقديم شحنة من الصواريخ الباليستية لجماعات الحوثيين في اليمن، والتي تم استخدامها ضد بعض الأهداف المدنية داخل الأراضي السعودية للحد الذي دفع السيد عادل الجبير بوصف الأمر بأنه بمثابة إعلان للحرب من قبل حزب الله والحكومة اللبنانية على المملكة العربية السعودية، هذا بخلاف عن التصريحات الصادرة من كبار المسئولين اللبنانيين وتكلمت عن اعتقال المملكة لرئيس الحكومة اللبنانية وعلى إرغامه وإجباره على تقديم استقالته عن رئاسة الحكومة اللبنانية، وهو الشئ الذي لم ينفه أو يؤكده الجانب السعودي أو اللبناني، مثلما لم ينفه أو يؤكده الشيخ سعد الحريري أثناء زيارته الأخيرة لكل من العاصمة الفرنسية باريس أو للعاصمة المصرية القاهرة أو حتى بعد عودته للبنان وتأكيده على استمراره كرئيس للحكومة بعد عدوله عن الاستقالة التي تقدم بها من العاصمة السعودية الرياض.
أقول مازلت لا أفهم كل ما دار ويدور الآن حول هذا الموضوع الذي ستكشف الأيام والأسابيع القليلة القادمة عن ماهيته وحقيقة أهدافه التي قد تكون بداية لحرب إقليمية بعيدة المدى بين إيران وحلفائها، وبين المملكة العربية السعودية وحلفائها في المنطقة والعالم. والذي أمل وأتمنى بأن لا تكون على حساب لبنان والشعب اللبناني الشقيق الذي لا ناقة له ولا جمل ولا حول له ولا قوة .. والله سميع مجيب.