قبل ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزمع بشأن القدس، دعا البابا فرنسيس يوم الأربعاء إلى احترام ”الوضع الراهن“ في المدينة قائلا إن أي توتر جديد في الشرق الأوسط سيلهب الصراعات في العالم.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن من المقرر أن يعترف ترامب يوم الأربعاء بالقدس عاصمة لإسرائيل ويبدأ عملية نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى المدينة وذلك في قرار مغاير لعقود من السياسة الأمريكية ويخاطر بتأجيج العنف في منطقة الشرق الأوسط.
وناشد البابا في ختام كلمة أسبوعية الجميع احترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالمدينة المقدسة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين.
وقال ”أدعو من كل قلبي الجميع إلى إلزام أنفسهم باحترام الوضع الراهن للمدينة تماشيا مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة“.
ويدعم الفاتيكان حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأن يتفق الطرفان على وضع القدس في إطار عملية السلام.
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل بينما أعلنت إسرائيل المدينة بأكملها عاصمتها ”الموحدة والأبدية“.
وأضاف أمام الآلاف ”لا يمكنني التزام الصمت بشأن قلقي العميق من الوضع الذي طرأ في الأيام القليلة الماضية“.
وأشار إلى أنه يأمل أن ”يسود العقل والحكمة لتفادي إضافة عوامل توتر جديدة إلى مشهد عالمي ملتهب بالفعل بسبب الكثير من الصراعات القاسية“.
وفي 2012 دعا الفاتيكان إلى ”قانون خاص مضمون دوليا“ بخصوص القدس بهدف ”الحفاظ على حرية العقيدة والضمير وهوية القدس وطابعها المقدس“.
والتقى البابا بمجموعة من الفلسطينيين المشاركين في حوار بين الأديان مع الفاتيكان قبل أن يدلي بالتصريحات العلنية.
وقال البابا ”إن الأرض المقدسة بالنسبة لنا نحن المسيحيين هي بلا جدال أرض الحوار بين الرب والبشر“.
وتحدث البابا عن الحوار بين الأديان ”وفي المجتمع المدني أيضا“. وتابع ”الشرط الأساسي لهذا الحوار هو الاحترام المتبادل والالتزام بترسيخ هذا الاحترام في سبيل الاعتراف بحقوق الجميع أينما كانوا“.
وتحدث البابا يوم الثلاثاء عبر الهاتف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن الأزمة.
وأقام الفاتيكان علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل في عام 1994. وزار فرنسيس والبابا بنديكت والبابا يوحنا بولس الثاني إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وعندما زار فرنسيس الأراضي المقدسة في عام 2014 سافر بشكل مباشر بطائرة هليكوبتر من الأردن إلى ”دولة فلسطين“ ثم توجه بعدها إلى إسرائيل.
وأثار ذلك غضب إسرائيل لأن سلفه كان يزور دوما إسرائيل أولا ويدخل الأراضي الفلسطينية من إسرائيل.
ووقع الفاتيكان أول معاهدة له مع ”دولة فلسطين“ العام التالي.