بقلم: رفا السعد
تحالفات واحزاب وكتل تتهيأ للانتخابات للحصول على «الكرسي» سواء الرئاسي أو الوزاري أو حتى البرلماني لكن أي برنامج انتخابي للمرشحين لم يظهر حتى الساعة..
فلم نشاهد أو نسمع مرشح يخرج على شاشات التلفاز ليعرض برنامجه الانتخابي من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الامنية لحل كل هذه المشاكل لاخراج العراق من الظلمة إلى النور.. فخزينة الدولة خاوية.. والمناطق المحررة تسأل العون لاعمارها…
ما يحصل حاليا صراع سياسي طائفي فقط رغم أن المرشحين يحملون شعارا واحدا وهو «تحالفات عابرة للطائفية»..والسؤال هنا لماذا هذه الكتل تتحدث عن الطائفية فقط؟.. الاجابة التي لا احد يغفلها هي.. لانهم هم من زرعوها وغذوها.. فالنظام الانتخابي في العراق قائم على اساس المحاصصة الطائفية يعني الكراسي مخصصة حسب كل طائفة وليس حسب الكفاءة او ما قدمه المرشح لبلده خلال السنوات الماضية.. طبعا الوجوه ذاتها ستعود من جديد وان تغيرت عشرة في المئة فهذا يعني تغيير الاسماء فقط لكن الهدف واحد..
هنا اتحدث عن التحالفات التي تشكلت لتشارك في الانتخابات..ابدأ بحزب الدعوة الذي خرج منه مرشحين اثنين بقائمتين منفصلتين رئيس الوزراء حيدر العبادي بائتلاف «النصر» ونوري المالكي عن «ائتلاف دولة القانون «طبعا المرشحان يدوران حول كرسي واحد ومن سيجلس عليه سيعود ريعه لحزب الدعوة ايضا !! الذي لم يقدم اي شي للعراق منذ عام ٢٠٠٣ حتى الان!! لكنه غير مقتنع انه لم يقدم!!
وما ان لبث العبادي ليعلن عن قائمته الا وبدأت تنهال عليه العروض للتحالف معه فالكل يتوقع فوز العبادي بولاية ثانية بعد النصر الذي حققه على داعش اما المالكي ومن خلال تصريحاته التلفازية فيلمح بعودته طبعا لانه يحمل في حقيبته دعم إيراني..
الحشد الشعبي المسلح وبعد انتهاءه من قتال داعش.. قررالان المشاركة بالانتخابات واعلن قائمته بعنوان «الفتح» تضم هذه القائمة ١٨ جناحا ابرزهم منظمة بدر بقيادة هادي العامري وعصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي،الذي ناقش الكونغرس الاميركي قبل اشهر ادراجه على قائمة الارهاب..
قائمة الفتح كانت قد اعلنت تحالفها مع العبادي الذي انتهى بعد مرور ٢٤ساعة فقط ..طبعا وبحسب كريم النوري القيادي في الحشد انهم انسحبوا لوجود فاسدين انضموا ايضا الى تحالف العبادي لكن من دون ان يذكر من هم الفاسدون؟؟!!!
اذا الفاسدون معروفون ومن يبحث عنهم العبادي هم ذاتهم الذين تحالفوا معه ..وفقا لما صرح به المنسحبون من قائمة «النصر» بعدها انسحب النائب مشعان الجبوري متهما العبادي بأنه يعرف من هم الفاسدون وانهم الى جانبه وداخل تحالفه واضاف انه لا يستطيع ان يحاربهم!!
«تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم وقوى سياسية سنية تحالف ايضا مع العبادي منها تحالف «بيارق الخير» الذي يترأسه وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، وقائمة «معاهدون» بزعامة رئيس الوقف السني عبد اللطيف الهميم المتهم بقضايا فساد وقد خصص البرلمان له جلسة في الحادي والثلاثين من يناير الحالي جلسة الاستماع بالتهم الموجهة اليه ..انضم اليه ايضا كتلة «الوفاء» لوزير الكهرباء قاسم الفهداوي.. الذي اتهم بملفات فساد من قبل النائبة حنان الفتلاوي والتي طالبت باستجوابه.. لكنه لم يحضر جلسات الاستماع للمرة السابعة على التوالي..
اما التحالفات السنية فكعادتها تشتت وفوضى وغياب المشروع فلا تزال تعقد احتماعات ليلا ونهارا للخروج بتحالف وطني واحد يضم كافة السياسيين وبحسب مصادر من داخل تحالف القوى الوطنية فان هناك اختلافات وتباينات بين الكتل فيما بينها وما اعلن حاليا من تحالفات سنية، هو تحالف ائتلاف الوطنية الذي يضم ٢٦ كيانا سياسيا بينهم الاحزاب التي يتزعمها رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي وايضا كتلة المشروع العربي التي يتزعمها السياسي ورجل الأعمال خميس الخنجر ..
اذا الانتخابات قادمة بعد أن صادق على موعدها البرلمان بتاريخ ١٢ مايو ٢٠١٨ مشترطين توفير البيئة الامنة واعادة النازحين الى مناطقهم والتصويت الالكتروني وان لا تكون للاحزاب اجنحة مسلحة بالاضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة.. والسؤال هنا هل ستتحق هذه المطالب قبل موعد الانتخابات؟