تضيق قوات النظام السوري الاثنين الخناق على ما تبقى من بلدات تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، في وقت يوشك النزاع في البلاد على دخول عامه الثامن مودياً بحياة أكثر من 350 ألف شخص.
وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن وحدات من الجيش السوري استعادت السيطرة على قرية أفتريس بشكل كامل بعد اجتثاث آخر تجمعات إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات التابعة له .
وأضافت أن الجيش السوري قام بتأمين خروج عدد من العائلات المحتجزة لدى التنظيمات الإرهابية على محور مديرا في الغوطة الشرقية، فيما واصل الإرهابيون منع المدنيين من الخروج عبر ممر “جسرين – المليحة”؛ تمهيدًا لنقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة بريف دمشق.
وذكرت “سانا” أن وحدات من الجيش العاملة على محور مديرا في القطاع الأوسط بالغوطة تمكنت من تأمين خروج عدد من العائلات ونقلهم باتجاه إدارة المركبات في حرستا ومن ثم إلى مراكز الإقامة المؤقتة .
فيما منعت التنظيمات الإرهابية المدنيين من الخروج عبر ممر “جسرين – المليحة” الذي افتتحته الحكومة السورية، حيث أفادت “سانا” بعدم خروج أي مدني من الممر منذ يوم الخميس الماضي.
كما أشارت “سانا” إلى أن التنظيمات الإرهابية لا تزال تمنع العائلات حتى من الاقتراب من الممر في بلدة جسرين وتهددهم بالقتل وذلك بعد أقل من 24 ساعة على قيامها بإعدام شخصين بسبب تحريضهما الأهالي على مقاومة المجموعات الإرهابية ومغادرة البلدة بالقوة.
ولطالما شكلت الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في العام 2012 هدفاً لقوات النظام، خصوصاً أنها تعد احدى بوابات دمشق وكانت قادرة طوال السنوات الماضية على تهديد أمن العاصمة.
وبعد انتصارات ميدانية في كافة أنحاء البلاد، صبت قوات النظام كامل تركيزها على الغوطة الشرقية لتبدأ في 18 شباط/فبراير حملة جوية عنيفة ترافقت في وقت لاحق مع هجوم بري تمكنت بموجبه من السيطرة على نحو 60 في المئة من مساحة هذه المنطقة المحاصرة.
وأفادت الأنباء أن حرستا التي تسيطر قوات النظام على جزء منها باتت “معزولة بشكل كامل ومطوقة من أربع جهات”.
وتمكنت قوات النظام قبل يومين من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة “جيش الإسلام”، حرستا غرباً حيث تتواجد حركة تحرير الشام، وبقية المدن والبلدات جنوباً ويسيطر عليها فصيل “فيلق الرحمن” مع تواجد محدود لهيئة فتح الشام (النصرة سابقاً).