بقلم: رفاه السعد
«إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر، ولابدّ لليلِ أن ينجلي ولابد للقيدِ أن ينكسر»
هل الاحتجاجات الغاضبة التي تشهدها محافظات عراقية حاليا بداية لثورة ضد الظلم والفساد الذي يعيشه الشعب العراقي
هل سيستمر هذا الغضب حتى يكسر قيود الظلم التي تكبل بها منذ سنوات التظاهرات التي تحدث الان في العراق ولاول مرة تتحرك من دون محرك سياسي أو حزبي ..مواطنون يفيض بهم الكيل ويخرجون عن صمتهم ويطالبون بأبسط الحقوق التي تتمتع بها كل شعوب العالم ..الكهرباء والماء الصالح للشرب وتوفير فرص عمل وسكن للعوائل الفقيرة التي تعيش بين الانقاض منذ سنين وتمر من جانبها مواكب وقافلات المسؤولين العراقيين غاضين النظر عن مسن يموت جوعا وطفل ينام في الشارع بعد عناء يوم طويل بحثا عن لقمة عيش له ولاسرته وتحت حرارة شمس وصلت إلى الخمسين طبعا لا يشعر بها المسؤول لان الكهرباء لا تقطع عن المنطقة الخضراء التي يتحصنون خلف قضبانها
الاحتجاجات اشتعلت شرارتها الاولى من البصرة التي تطفو على سطح بحر من النفط ولم يطالها من الخير شيئا .. خرج شبابها في ليلة غاضبة يطالبون بحقوقهم فقد قدر الخبراء نسبة البطالة بهذه المحافظة العريقة بنسبة ٣٥ في المئة فيما الشركات العاملة تستقدم العمالة الاجنبية للعمل.. والشباب العراقي يفترش الارصفة ويتسكع هنا وهناك بل واصبحوا لقمة سهلة لمروجي المخدرات بسبب البطالة والفراغ الذي يغرقون فيه لا اعطي مبرر!! لكن هذه اسباب واقعية تؤدي للسلبيات
الاحتجاجات بدأت تتمدد ووصلت إلى ميسان وواسط والديوانية وتشديد امني يلف حول هذه المظاهرات وفي البصرة قتل متظاهر برصاص القوات الامنية، رغم ان التظاهر حق كل مواطن كفله الدستور العراقي.
الفساد الذي ولد عتُمة في العراق كلفته سياسات الهدر على الكهرباء أكثر من ثلاثين مليار دولار ..صُرفت هذه المبالغ على توفير الكهرباء للمواطن الذي يسمع عنها ولا يلمسها في بيته أو يشعر بها في حرارة الصيف، وبعد كل هذا الهدر وصرف مليارات الدولارات ..يظهر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على شاشة التلفزة ليتحدث عن قطع ايران للكهرباء عن العراق وخسارة ١٢٠٠ ميجاوات ولهذا السبب تأثر العراق
بعد هدر المليارات لا يزال العراق يعتمد على إيران في توفير الكهرباء فلم تكفِ الحكومة العراقية وأحزابها بالتدخل الايراني في كل مفاصل الدولة العراقية بل اعطتهم الضوء الاخضر ليتحكموا حتى بحياة المواطن فتقطع عنه الكهرباء متى شاءت.. ولا احد يحاسب إيران عندما تصب الماء المالح في شط العرب بسبب مشاريعها لتقتل الزرع والحيوان وأصبح المواطن يشتري الماء وبأغلى الاسعار فيما اعلن قائم مقام أبو الخصيب القضاء منكوبا بسبب الملوحة وطالب الحكومة بالتدخل
وأشار الى ان هذه المشكلة موجودة منذ عام 2009 وعلى الحكومة نصب محطات تحلية لإنهاء هذا الموضوع”.
وأضاف ان ارتفاع اللسان الملحي في القضاء تسبب في أمراض جلدية وحساسية لان الأطفال لا يتحملون هذا الماء، كل ما يطالب به العراقيون هو من اسس الحياة الانسانية والمدنية والتي لا يسير مجتمع بطريقه الصحيح من دون توفرها وأصبحت لدى العراقيين مثل حلم صعب المنال فدائما ما يقارن المواطن العراقي بين بلده والدول المجاوره له فعلى سبيل المثال تركيا تجاوزت هذه الامور منذ قرن أو اكثر.
خرج العراقيون اليوم ضد طبقة شعروا انها تسببت في خراب حياتهم وهددت مستقبلهم ومستقبل اجيال قادمة ولم يجد في هذه الطبقة إلا صفات سيئة فكيف لأب يضمن حياة كريمة لأبنه الذي يدرس في بلد تتسرب فيه حتى اسئلة الامتحانات وتباع على الانترنت.اي وزير تربية يرضى على نفسه أن يتحمل هذه الفضيحة ويبقى بمنصبه من دون ان يعتذر من الشعب ويعلن استقالته.
اي ثقة تتحدث عنها الحكومة بينها وبين المواطن الذي اكتشف ان الاحزاب والكتل التي تحكمه ما هي إلا احزاب وصولية فاسدة لم يكن لها المواطن سوى الغيض والاحتقار ونظرة دنيئة.
اسفي عليك يا بلدي جاءك يوم يحكمك فيه شلة من اللصوص الفاسدين الذين يحكمون ويسرقون بأسم الدين .. لعل وعسى أن تنجح هذه الاحتجاجات.






























