أكد الرئيس الصيني شي جين بينج اليوم الاثنين أن التعاون مع أفريقيا أمامه أفاق رحبة وعلاقات شراكة وتعاون استراتيجي شامل بينهما تستشرف مستقبلا مشرقا .
وقال بينج – في كلمته فى افتتاح فعاليات قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي لعام 2018 – إنه “من دواعي سروري أن أرى التئام أصدقائي القدماء والجدد في أسرة الصداقة الصينية والأفريقية الكبيرة مرة أخرى بمناسبة قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي لعام 2018 “.
وتابع “قبل شهر ونصف، زرت أفريقيا للمرة الرابعة كرئيس صيني، كما تعد زيارتي التاسعة لقارة أفريقيا”، لافتا “وخلال زيارتي رأيت أراضي أفريقيا الخصبة وشعوبها الساعية وراء حياة السعادة، الأمر الذي يرسخ إيماني بأن التنمية في أفريقيا لا حدود لها ومستقبل أفريقيا مقبل على أمال عريضة”.
وأضاف بينج أن “الصين وأفريقيا لما لديهما من معاناة متشابهة ومهمة مشتركة تضامنتا وتآزرتا في الماضي، وتشقان الطريق بالتعاون والكسب المشترك، حيث ظلت الصين تلتزم بالصدق، والنتائج الحقيقية والصداقة، وحسن النية، والسعي وراء الخير الأعظم، والمصلحة المشتركة، وتتضامنان بروح فريق واحد لتحقيق التقدم المستمر”.
وأوضح أن “الصين تلتزم بالصدق والمساواة في التعاون، حيث ظل شعب الصين، البالغ عدده 1.3 مليار نسمة يربطه مصير مشترك بالشعوب الأفريقية البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة، يحترم أفريقيا ويدعمها.
وأكد أن الصين لديها 5 لاءات فى تعاملها مع أفريقيا أولها عدم التدخل في جهود الدول الأفريقية، لاستكشاف طرق تنموية تتناسب مع ظروفها الوطنية، ثانيها عدم التدخل في الشؤون الأفريقية الداخلية، ثالثا عدم فرض الصين إرادتها على الآخرين، رابعا عدم ربط مساعدتها لأفريقيا بأي شروط سياسية، وأخيرا عدم سعى الصين إلى كسب مصلحة سياسية لنفسها من خلال الاستثمار والتمويل في أفريقيا .
وأشار بينج بشكل خاص إلى إعطاء الدول الثلاث الجديدة التي انضمت إلى منتدى التعاون الصيني الأفريقي منذ قمة جوهانسبرج وهي جامبيا وساوتومي وبرنسيب وبوركينا فاسو ترحيبا خاصا.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينج أن بلاده ستظل صديقا حميما وشريكا طيبا وأخا عزيزا لأفريقيا إلى الأبد ولا يستطيع أى فرد تخريب التضامن بين الجانبين الصيني والأفريقي .
وقال بينج، في كلمته، إن الصين تلتزم بمراعاة العدالة والمنفعة في التعاون مع إعلاء العدالة ، كما تؤمن بأن الطريق الحتمي إلى التعاون الصيني الأفريقي يكمن في توظيف مزايا كلا الجانبين، وربط التنمية في الصين بشكل وثيق بدعم التنمية في أفريقيا وتحقيق التعاون والكسب المشترك وتنمية مشتركة.
وتابع “ندعو إلى العطاء أكثر من الأخذ، والعطاء قبل الأخذ، والعطاء بدون الأخذ، وفتح الذراعين بالترحيب بأفريقيا، على متن قطار التنمية الصينية السريع ولا يستطيع أى فرد اعتراض طريق الجانبين الصيني والأفريقي نحو النهضة” .
وأضاف “تلتزم الصين بالتعاون العملي والفعال والتنمية من أجل الشعب، كما تلتزم بوضع مصالح الشعوب في المقام الأول ودفع التعاون في سبيل تحقيق رفاهيتها وجعل نتائج التعاون تفيد مصالحها”.
وأشار الرئيس الصينى “إلى أننا سنبذل قصارى جهدنا للوفاء بما اتحدنا به أمام أخوتنا الأفارقة لمواجهة الوضع والتحديات الجديدة، وتبذل الصين جهودا مستمرة لاستكمال آليات وابتكار مفاهيم وتوسيع مجالات والارتقاء بجودة التعاون ومستواه إلى ما هو أعلى بخطوات متسقة”.
وأوضح أنه لا يستطيع لأى فرد إنكار الإنجازات المرموقة للتعاون بين الصين وأفريقيا، قائلا إن “الشمول في التعامل وتحقيق الأمن والأمان الدائمين وكذلك تحقيق التنمية والنهضة في أفريقيا ليست من التطلعات الدائمة للشعوب الأفريقية فقط بل أيضا مسؤولية مجتمعية، ونحن على استعداد للعمل مع شركائنا لدعم السلام والتنمية “.
وقال “نحن نرحب بكل ما يخدم مصلحة أفريقيا، ولابد أن نبذل كل ما في وسعنا للعمل بجدية ولن يستطيع أي فرد عرقلة أو تشويش جهودنا الإيجابية لدعم التنمية في أفريقيا” .
وأضاف بينج أن “عالمنا يمر اليوم بتغيرات لم يشهدها منذ 100 عام ، حيث تتطور تعددية القطبية والعملية الاقتصادية وتتفاقم المشاكل المادية والاجتماعية على نحو أعمق، وتتصارع وتيرة تغير منظومة الحوكمة العالمية والنظام الدولي ويتغير ميزان القوى على نحو أكثر توازنا..وفي الوقت نفسه يواجه العالم تحديات غير مسبوقة إذا مازالت سياسة القوى متواجدة وتتنامى الحمائية والأحادية القطبية باستمرار وتتعاقب الحروب وتتشابك قضايا معقدة للأمن التقليدي وغير التقليدي” .
وأردف قائلا “نحن نؤمن بأن السلام والتنمية عنوان رئيسي لعصرنا اليوم، فقد يتطلب الأمر تضامن المجتمع الدولي وحكوماته وشجاعته لتحمل المسؤولية التاريخية في قضية العصر والوفاء بالتزامات العصر” .
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج “إننا على استعداد للعمل سويا لتشجيع كافة الدول على إقامة مصير مشترك للبشرية، وتطوير علاقات الشراكة العالمية وتوسيع رقعة التعاون وإيجاد الطريق الجديد للتعامل بين الدول الذى يقوم على الاحترام المتبادل والمساواة والعدالة والتعاون بما يجعل العالم أكثر سلاما وأمانا ويزيد حياة البشرية سعادة وجمالا” .
وأكد بينج ، فى كلمته، أن الصين تحرص على التعاون مع شركائها الدوليين لبناء مبادرة الحزام والطريق، ويجب علينا استغلال أنظمة جديدة للتعاون الدولي ودافع جديد للتنمية المشتركة وجعل الحزام والطريق طريقا سليما ومنفتحا وحضاريا .
وأضاف أن الصين ستشارك في نشاط الحوكمة العالمية ملتزمة بمفهوم التشاور والتعاون، وستظل مناصرا للسلام العالمي ومدافعا عن النظام الدولي، داعمة لتعزيز القوى لدول الشعوب المنقوصة في نظام الحكومة العالمية.
وأوضح أن الصين وأفريقيا مجتمع مصير مشترك يشاطران السراء والضراء، مضيفا “أننا نحرص على بذل جهود مشتركة مع الدول الأفريقية وشعوبها لتحقيق حلم مشترك للبشرية كلها” .
وأشار إلى أن العمل سويا على إقامة مصير مشترك بين الصين وأفريقيا قائم على المسؤولية المشتركة، علاوة على تصحيح الحوار والتنسيق السياسي على كافة المستويات وتعزيز الفهم والدعم المتبادل، والتنسيق والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية الهامة بما يصون المصلحة المشتركة للصين وأفريقيا والدول النامية، والتعاون والكسب المشترك، وتحقيق المواءمة بين حزام الطريق وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي وأجندة التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة والاستراتيجيات التنموية لجميع الدول الأفريقية، وفتح مجالات جديدة للتعاون وإيجاد إمكانيات للتعاون، وتعزيز التعاون في المجالات التقليدية.
وتابع بينج أنه يجب أخذ تعزيز رفاهية الشعب كهدف أول وأخير، مشيرا إلى أنه يجب أن يأتي التعاون الصيني الأفريقي بنتائج وفوائد ملحوظة وملموسة على شعوب الجانبين.
وأكد على أن الصين وأفريقيا ظلتا تتبادلان الدعم والمساعدات بروح فريق واحد منذ زمن طويل، منوها بأن الصين سوف تقدم مساهمات جديدة وأكبر لأفريقيا في مكافحة الفقر والتنمية وزيادة الإيرادات وتحقيق حياة أفضل.
وأشار إلى العمل على إقامة مجتمع مصير مشترك قائم على الازدهار الثقافي المشترك، معبرا عن فخره للحضارات المبهرة في أفريقيا والصين ومؤكدا استعداده لتقديم مساهمات أكبر لتنوع الحضارات في العالم.
ودعا الرئيس الصيني إلى تعزيز التواصل والتعايش بين الحضارتين الصينية والأفريقية وتوفير قوة مساندة مستمرة لتحقيق النهضة الحضارية والتقدم الثقافي والازدهار للتعاون الصيني الأفريقي، وتبادل الأفراد في قطاعات الثقافة والفن والتعليم والرياضة والمراكز الفكرية ووسائل الإعلام والمرأة والشباب لتثبيت روابط العاطفية بين شعوب الجانبين، ولفت إلى أن العمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وأفريقيا قائم أيضا على الأمن المشترك.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج إن بلاده تحرص على القيام بالدور البناء لتعزيز الاستقرار والسلام في افريقيا لرفع قدراتها الذاتية، وستعمل على ربط مصير مشترك بين الصين وافريقيا قائم على التعايش المتناغم .
وأضاف أن الصين ستعمل مع أفريقيا على حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي ومكافحة التصحر وتآكل التربة وحماية الحيوانات البرية . مشيرا إلى أنه منذ منتدى التعاون الصيني الافريقي لعام 2015 عملت الصين على تنفيذ خطط التعاون التي حددتها القمة بين الجانبين كالتعاون في مجال الطرق والمطارات والموانىء والبنية التحتية ومناطق تعاون اقتصادي .
كما أشار الى أن التعاون بين الجانبين يتقدم على نحو شامل في مجال السلم والامن والعلوم والتعليم والثقافة والصحة ، مضيفا أن الصين كانت قد تعهدت بتقديم 60 مليار دولار كدعم مالي لافريقيا.
واضاف أن العمل المشترك بين الصين وافريقيا نجح في الارتقاء بعلاقات الشراكة والتعاون بين الجانبين الى مستوى جديد، مؤكدا أن بكين حريصة على ان يربطها مصير مشترك في العصر الجديد مع افريقيا.
وقال الرئيس الصيني إننا سنعطى الأولوية للتعاون الوثيق في المستقبل مع أفريقيا ، لذا قررت الصين إقامة معرض الصين ـ الافريقي في الاقتصاد والتجارة في الصين وتشجيع الشركات الصينية لتوسيع الاستثمارات وبناء وتطوير مناطق اقتصادية وتجارية في أفريقيا ، ودعمها لتحقيق الامن الغذائي بحلول عام 2030 .
وأضاف أن بكين ستعمل على وضع خطط تعاون للبرنامج التنفيذي الصيني ـ الافريقي لتحديث الزراعة ، فضلا عن تنفيذ 50 مشروعا في إطار المساعدات الزراعية وتقديم مساعدات غذائية إنسانية عاجلة بقيمة مليار يوان للدول الافريقية المتضررة بالكوارث، كما سيتم ارسال 500 خبير زراعي لأفريقيا والمساعدة في تطوير الأبحاث العلمية الزراعية .
ومضى قائلا: إن بكين ستقوم أيضا بتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية في تسوية الحسابات بالعملات المحلية وتوظيف دور الصندوق الصيني ـ الأفريقي للتنمية ولقروض الخاصة بتنمية الشركات الافريقية الصغيرة والمتوسطة.
وأكد بينج أن الصين قررت بالتعاون مع الاتحاد الافريقي المشاركة في تطوير البنية التحتية في افريقيا بنمط يجمع بين التمويل والتشييد والتشغيل مع إعطاء الأولوية في مجالات الطاقة والمواصلات والاتصالات والمعلومات والموارد المائية العابرة للحدود، كما ستعمل مع الجانب الافريقي على دفعة من المشاريع الهامة للتواصل والترابط وإقامة سوق افريقي موحد للنقل الجوي وفتح المزيد من الخطوط الجوية المباشرة بين بلاده وافريقيا.
وأشار إلى أن بلاده ستعمل أيضا على توفير تسهيلات للدول الافريقية والمؤسسات المالية لاصدار سندات في الصين ، ودعم الدول الافريقية للاستفادة من موارد البنك الاسيوي للاستثمار في البنية التحتية .
وأضاف الرئيس الصيني أن بكين قررت استيراد المزيد من البضائع الافريقية ودفع الدول الافريقية للمشاركة في المعرض الصيني الدولي للاستيراد ، وإعفاء الدول الافريقية الاقل نموا من رسوم المشاركة ، فضلا عن تعزيز التعاون في مجال الرقابة وتنظيم السوق والجمارك وتنفيذ 50 مشروعا لتسهيل التجارة في افريقيا وإقامة فعاليات لترويج الماركات الصينية والافريقية بشكل منتظم ودعم إقامة منطقة تجارة حرة في القارة الافريقية ومواصلة مفاوضات التجارة الحرة مع الدول والمناطق الأفريقية الراغبة في ذلك.
وأردف :إننا سنعمل على دفع التعاون الصيني الافريقي في التجارة الالكترونية وإقامة آليات له ، وإننا سنعمل على تنفيذ حملة التنمية الخضراء من خلال تنفيذ 50 مشروعا لافريقيا ، وسنواصل الحوار حول السياسية البيئية والبحوث المشتركة حول القضايا البيئية ، وتنفيذ البرنامج الصيني ـ الافريقي للسفير الاخضر لتكوين الكفاءات الخاصة لافريقيا في مجالات حماية البيئة ومكافحة التلوث .
وأضاف أن الصين ستعمل على بناء القدرات من خلال تعزيز التواصل مع افريقيا بشأن الخبرات الانمائية وزيادة التعاون في مجال تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
المصدر : أ ش أ






























