تنعقد اليوم الخميس فى منتجع سوتشى الروسى القمة الثلاثية الرابعة لرؤساء روسيا وتركيا وإيران بشأن الأزمة السورية.
وأكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقى نظيره الإيرانى حسن روحانى على هامش قمة “بوتين روحانى أردوغان” الثلاثية حول سوريا، مشيرا أيضا إلى أن سوتشى ستشهد أيضا قمة ثنائية أخرى بين الرئيسين بوتين ونظيره التركى رجب طيب أردوغان.
وعقد رؤساء الدول الثلاث قمتهم السابقة فى العاصمة التركية “أنقرة”، وكان آخر اجتماع بين الرئيسين الروسى والتركى فى موسكو بتاريخ 23 يناير الماضى، حيث ناقشا خلاله التسوية السياسية للأزمة فى سوريا عبر مشاورات أستانا، والتى تشارك فيها روسيا وتركيا وإيران.
كانت موسكو أعلنت مؤخرا أنها تنتظر من أنقرة تفعيل جهودها لتنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بشأن تحرير محافظة إدلب، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نأمل أن يفعّل شركاؤنا الأتراك جهودهم من أجل تغيير الوضع جذريا فى نهاية المطاف، وأن ينفذوا الالتزامات التى أخذوها على عاتقهم ضمن الاتفاقات التى تم التوصل إليها فى سوتشى يوم 17 سبتمبر 2018 حول إدلب”، بما فى ذلك إنشاء منطقة منزوعة السلاح هناك”.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن بلاده ستقدم الدعم للحكومة والجيش السوريين لتحرير كافة الأراضى السورية، مشددا على أنه لا يمكن الحوار مع الإرهابيين.
وقال لافروف إن “مسألة إدلب السورية ستكون إحدى أهم المسائل، التى سيتم بحثها خلال لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره التركى، رجب طيب أردوغان فى سوتشى”.
وأوضح أن “جبهة النصرة” تسيطر على 90% من مساحة إدلب، مؤكدا أنه لا يمكن الحوار مع الإرهابيين، وأن “الاتفاق الذى تم التوصل إليه بين رئيسى روسيا وتركيا، فى سبتمبر الماضى، بشأن حل الأزمة فى إدلب، كان اتفاقا مؤقتا، وتم تأكيده عدة مرات فى الاجتماعات التى جرت بين رئيسى الدولتين بعد اتصال سبتمبر، ولا يوجد اتفاق يشير إلى الحفاظ المستمر على هذه الجيوب الإرهابية على الأراضى السورية”.
كما اتهم لافروف بعض الدول الغربية بعرقلة بدء عمل لجنة الإصلاحات الدستورية، مضيفا أن قمة الدول الضامنة لعملية أستانا فى سوتشى، ستبحث مسألة اللجنة الدستورية السورية، وأن “هذا الموضوع أصبح بالفعل مادة للمشاورات بين خبرائنا”.
من جهة أخرى، قالت مصادر روسية “لم ننجز إلى الآن عملية تشكيل اللجنة الدستورية، وتجرى تعديلات على قائمة المجتمع المدنى لكن لا يمكن الحديث، حول توافق نهائى بين الضامنين ودمشق على الأسماء الجديدة، حيث كان الجميع يعلقون الآمال على تقدم قبل قمة ثلاثى “أستانا” فى سوتشى.
وأشارت المصادر إلى أن التعديلات بانتظار توافق قبل عرضها على المبعوث الدولى بيدرسون.
وبالنسبة لمنطقة خفض التصعيد فى إدلب، تصر دمشق ومعها طهران على ضرورة عمل عسكرى واسع، وتؤيد موسكو هذه الفكرة لكنها تحاول ضبط الوضع حاليا، خشية من أن يكون “مسار أستانا” والتعاون الثلاثى الروسى- التركى- الإيرانى، لاسيما “الروسى- التركى”، أول ضحايا تلك المعركة.
ولا يريد أحد الدخول الآن، حسب مراقبين، فى معركة كهذه ستكون لها تداعيات فى أكثر من اتجاه، قبل أن يتضح الموقف بشأن الانسحاب الأمريكى.
ويرى المراقبون أن التريث فى موضوع إدلب يعود إلى الرغبة بالتقليل من منغصات الاتصالات بين “مسار أستانا” و”المجموعة المصغرة” عبر الإطار الرباعى (تركيا -روسيا-فرنسا-ألمانيا).
وفى شأن متصل، لا يزال الوضع فى مناطق “الانسحاب الأمريكى” معلقا حتى الآن، وهناك، حسب تقارير، أكثر من خطة للتعامل مع الموقف حال نفذت الولايات المتحدة فعلا قرارها بالانسحاب، غير أن هذه التقارير تعتقد أنه من المبكر بعد الحديث عن توافق على خطة محددة بين الأطراف التى تتنافس على المنطقة.
المصدر:وكالات































