بقلم: سونيا الحداد
تعليقي التالي تمّ إلغائه من قبل إذاعة عرب اميركا وكندا، لن أقول اسمها هنا، ولكني أذكرها من أجل إبراز المأساة الحقيقية التي يعيشها هذا العالم في جهة من الكرة الأرضية حيث حرية التفكير مقدسة وهي التي لعبت الدور الأساسي في تقدمها الحالي، تقدم يعيشون من خيراته ويشتمون به. صاحب الإذاعة،حتى دعاني كي أكون ضيفة على البرنامج ولكنني فضلت التريث ومشاهدة الحلقة أولا، وخيرا فعلت بعد ان خذلت بالسابق من العديد من التجمعات العربية الكاذبة الواهية، تحت عناوين كبيرة طنانة وفارغة. اشتركت بالتعليق على سؤال وتم حذفه اليوم التالي او بعد كم ساعة! وهو التالي:
«الفيسبوك هو من اهم الإنجازات التي عرفت النور في نهاية القرن العشرين وحضّرت الى استقبال القرن الواحد والعشرين بطريقة تناسب التغيرات العالمية الحاصلة والتي تهز اركان العالم القديم كليا… بما معناه ان العالم اليوم يعيش نقطة تحول جذرية على كل المستويات نظرا لولادة حضارة جديدة ستمحي الحدود الدولية مع الوقت مثلها مثل الفضائيات التي أصبحت منبرا عالميا … سنتعلم مع الوقت كيفية التعامل والتأقلم مع هذا العالم الجديد وأولادنا سيصبحون ابناء العالم ككل. كل المفاهيم الاجتماعية والدينية ستتغير والمستقبل هو فضائي …. الفايسبوك غيّر حياة الملايين الى الافضل وفضح الملايين من النصابين الذين ارتدوا أقنعة لا تدوم ابدا. التوازن بين السلبي والإيجابي سيتواجد دوما ولكن تحيا الحرية لانها تسمح لنا بفرد أجنحتنا أبعد من السماء وتعلمنا كيفية الطيران!»
هذا التحول سيكلف دماء كثيرة ومآسي عديدة ولكنه قادم لآ محال. لأن الزمن لا يعود الى الوراء ومن شاهد النور ولعب مع الكواكب والنجوم، من كشف أعماق البحار وحلق في عالم الطاقة الكمومية لن يتقبل عقول مسجونة في تعريف المرأة والرجل، العار والشرف، الكافر والمؤمن، النجس والطاهر، وسيلفظها في النهاية ولو بأغلى الأثمان، لأن كل شواذ لا يدوم. وكما قال الأديب والمفكر اللبناني خليل جبران:
«ولادكم ليسوا لكم إنهم أبناء الحياة المشتاقة الى نفسها»
تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم.
وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادكم ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم. فهي تقطن في مسكن الغد، الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم.
لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء، ولا تلذّ لها الإقامة في منزل الأمس»
كلام حكيم من فيلسوف نوراني يا ليت العالم العربي يستمد منه الحكمة والإلهام بدل اتهامه، لغاية اليوم من قبل أناس هنا في المهجر اعتبرتهم يوما مثقفين، بانه كافر يخرب البيوت العربية الشريفة، وقد أساء بحركة النهضة وأمثاله الى جمال اللغة العربية وقواعدها!!!
لن أشهد على هذا التحول في أيامي ولكني سأعمل بكل وجداني على التمهيد له وهو قادم لآ محال!