بقلم: رفاه السعد
بعد ان التقيت بعدد من أهالي ضحايا الطائرة الاوكرانية التي أسقطها النظام الإيراني بصاروخين عن طريق الخطأ وددت اليوم ان اكتب عن ما سمعته منهم ومدى الحزن والأذى والغضب الذي خيم عليهم، فمنهم لا يزال لا يريد ان يصدق ما حدث ومنهم من لم يفق من صدمته بعد ،،لقائي الأول كان مع عائلة امير ارسلاني الكندي من اصل إيراني الذي فقد اعز الأشخاص شقيقته «افين» وزوجها «هيوا» وابنتهما «كورديا»،امير تحدث عن شقيقته بكل ألم وحرقة وبكاء فهو قرأ خبر سقوط الطائرة على موقع «فيس بوك» لكنه لن يرغب بتصديقه فاعتبر الخبر مزحة إلى ان جاءه التأكيد من شقيقه ان أختهما كانت على متن الطائرة الاوكرانية،، طلبتٌ من امير ان اشاهد صور شقيقته وأسرتها وفعلا فتح هاتفه وأصبح يقلب الصور وعيونه تذرف الدموع على فراقهم ،، حدثني امير عن «كورديا» أبنت شقيقته البالغة من العمر عاما ونصف العام،،يقول انه كان يهاتف شقيقته اكثر من ثلاث مرات في اليوم فقط للحديث عن طفلتها «كورديا»،،امير وفي ختام لقائي معه طالب نظام ايران بإجابات وافية وكافية تشفي غليله متسائلا لماذا فعلتم ذلك بشقيقتي..
كذلك التقيت بالسيدة «سارة فالاه» وهي صديقة لعائلتين راحوا ضحية الطائرة هم ايضا كنديون من اصل إيراني تقول سارة انه منذ اليوم الأول لسقوط الطائرة وحتى اللحظة لم تجف دموعها على من فقدتهم فهي تذكرهم وتروي قصتهم بحزن وغضب.
سارة من المعارضين للنظام الإيراني كانت تتحدث وكلها الم وغضب، ألم على فراق أصدقاء لها وغضب من نظام تقول انه لا يعترف بحقوق الإنسان ولا يأبه لما حدث لأنه يوميا يقتل العشرات في اشارم منها إلى الاحتجاجات التي تشهدها مدن إيرانية عدة منذ اكتوبر الماضي وبصفتها امرأة حديثها كان عن فراق الأمهات لأبنائهن وبناتهن فتذكر ان النظام وخلال الشهرين الماضيين قتل اكثر من الف شخص واعتقل الالاف من بينهم نساء وقد اعدم في الشهرين الماضيين حوالي مئة وأربعة نساء اخرها كانت «سارة إيم» البالغة من العمر ٣٥ عاما لتكون أول امرأة تعدم عام ٢٠٢٠ في إيران
حتى الان الشموعُ مشتعلة ٌ كذلك الحزنُ والغضب..لا العباراتُ قادرة ٌ على مواساةِ أهالي واقرباءِ ضحايا الطائرةِ الاوكرانية و لا الدموع…فهم لا يريدون حتى التعويض مثلما ذكر الي امير قائلا هل يعيد التعويض شقيقتي لي؟
ولم يكتفي النظام الايراني بفعلته هذه ،بل ذكر لي احد اقرباء الضحايا ، انهم وصلتهم تهديدات إذا تحدثوا أمام وسائل الأعلام فلن يستلموا جثث ذويهم.