بقلم: سناء سراج
ربما تكون وسيما ومنحك الله الجاذبية وحب الناس، ربما تكون دعوة امك وقت ان فُتحت ابواب السماء .
أول ما رأيتك حدث شئ لا اعرفه رغم انني مررت بحب مرير، حب احتواني سنوات كثيرة كنت حبيسة بين جدرانه وقضبانه، حب تملكني و استوطن في قلبي ووجداني، وسيطر على مقدرات حياتي، حب كان صاحبه ليس وسيم الملامح مثلك ولكن كان قلبه شديد الوسامة، اما أنت فقد منحك الله وسامة الإثنين الملامح والقلب، وبرغم اشيائك المبعثرة وبرغم فوضوية حياتك وبرغم عدم تمسكك بمبادئ أخلاقية أو عقائدية معينة وبرغم الحب الجارف لك من ملايين الناس وهذا العشق والحب من المفترض أن يجعلك قديسا وملهما وقدوة ويجعل لك جناحين تطير من فوق الأرض وتصل الى النجوم والأقمار وتجلس لتضيئ حياة الكثير ممن يعشقون قلبك وملامحك ويتيمون بك في كل حالاتك، ورغم رفضي لبعض سلوكياتك في الحياة، الا انني وبدون إرادتي احببتك!!!
لماذا؟ لا ادري.. هل أعاني انفصاما في الشخصية هل الحب له قوانين آخرى لا نستطيع السيطرة عليها، هل هو الآمر الناهي في مقدرات قلوبنا التي لا نستطيع السيطرة عليها، فقلوبنا هي التي تحركنا ولا تصدق من يقول احببت بعقلي وقلبي، فالعقل لا يعرف الحب، العقل أشبه بجهاز كمبيوتر يبرمجه القلب، ويخضع لأوامره، هل عندما تحب شخص وتحاول ان تستثني اخطائه وعيوبه وتحاول ان تحولها لمميزات، او تحاول ان تجد بمهارة التبريرات المنطقية لهذه العيوب او الاخطاء، وتخصه بها دون غيره، هل هذه عقلانية؟! لا والله هذه أوامر القلب وما لنا سلطان علي الهوى .
ولو كنت غليظ القلب وعقلاني و تتسم بالقسوة والصلابة مع كل الناس هناك شخص ما يجتر قلبك لتحنو عليه، وتبكي تحت قدميه وتنهار بين ذراعيه وتصبح ضئيلا بين يديه، هذا هو الحب، وهذا هو من تحبه.
واعتقد ان هذا ليس ازدواجية في المعايير بتعاملك مع شخص يحمل نفس الموبقات والأخطاء وبين الشخص الذي تحبه، انه سلطان القلب هو من يختار من نحب ونذوب عشقا لإنسان بعينه، وهو من يختار من نكره او نبغض شخصا بعينه.
فلا تَلمُنيِ عن اختيار القلب ولا تَلمُنيِ عن حبك الذي مازال قابعا في قلبي رغم كل عيوبك واخطائك..
عفوا.. احببتك دون إرادتي..