شعر: نسرين حبيب
باتوا متعوّدينَ نزولَ المَلاجئ، يَقصفون
على غفلةٍ منهم، يَتركُ زبائنُ المقاهي كراسيهم ويَهرُبون
إلّا أنّهم معَ الهِدنَةِ يَتواعَدون،
في كلّ لحظةِ وَقْفِ إطلاقِ نارٍ يُحاولون
إعادةَ الأيّامِ الخَوالي ويُجدّدون
بأنفاسِهم المُتَبَقّيَةِ إشعالَ جمراتِ النّارجيلةِ يَلهثون
من خوفِهم ومن غضبِ العدوّ يَسرقون
لحظاتٍ جميلةً منَ الماضي يُعيدون..
ملّوا الذّعرَ وأخذَ الحيطةِ والحذرِ يُذيعون
دمارًا جرحى وقتلى أسماءهم يُعدّدون
على الإذاعات والمُلحقِ ونَشراتِ الأخبارِ يَعيشون،
كالألغامِ القاتِلَةِ والقنابِل الموقوتَةِ يَتَبَرْمَجون
ساعة فوقَ الأرضِ وساعة تحتَها يَختبِئون..
ويُتابِعُ الأعداءُ خرقَ جدارِ الصّوتِ ويَصطَنِعون
حربًا وهميّةً كَتِلكَ الأرضِيَّةِ ويُرعِبونَنا ويُرعِبون
الأمواتَ في قبورِهم، فَمِن تَسَلُّطِهِم وطُغيانِهم سيَحْيَون..
ما عادَ التُّرابُ تُرابًا إنّما رمادًا وحُطامًا بشريًّا يَدوسون
هُمُ الأحياءُ والرّقّادُ بعضهم بعضًا يَتَفَقَّدون!
شعبٌ.. إذا ما ضربوا المثلَ بِقُوَّتِهِ وَجَبَروتِهِ..
فَهُم حَتْمًا يُخطِئون.