أعلنت وزيرة الدفاع الكنديّة أنيتا أناند عن إحالة ملفّ ادّعاءات سوء السلوك الجنسي في المؤسّسة العسكريّة (نافذة جديدة)أمام القضاء المدنيّ.
واستندت وزيرة الدفاع في قرارها إلى التوصيات التي رفعتها القاضية الكنديّة السابقة لويز أربور، المفوّضة السابقة للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان.
وقد أوكلت الحكومة الكنديّة إلى القاضية أربور إجراء مراجعة شاملة ومستقلّة للسياسات والإجراءات المتوفّرة داخل المؤسّسة العسكريّة ووزارة الدفاع للوقاية من سوء السلوك الجنسيّ و الجرائم الجنسيّة ومعاقبة مرتكبيها.
وتجتاز القوّات المسلّحة أزمة بعد استقالة عدد من كبار الضبّاط الذين يخضعون للتحقيق بشأن ادّعاءات سوء سلوك جنسيّ.
ممّا لا شكّ فيه أنّ هناك أزمة داخل القوّات الكنديّة المسلّحة قالت وزيرة الدفاع أنيتا أناند في حديث إلى سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، وأضافت أنّ هذه الأزمة عادت من جديد إلى دائرة الضوء عدّة مرّات خلال الأشهر الماضية.
وكانت القاضية السابقة لويز أربور قد باشرت المراجعة الشاملة في نيسان أبريل الفائت، ومن المتوقّع استمرارها طوال سنة.
ويتعيّن كما قالت القاضية أربور، أن تواصل القوّات الكنديّة المسلّحة إجراء مراجعات إداريّة لقضايا سوء السلوك الجنسيّ في موازاة عمل المحاكم المدنيّة، بغضّ النظر عمّا إذا كانت هذه المراجعات تؤدّي إلى اتّهامات.
ولم توضح وزيرة الدفاع أنيتا أناند موعد إحالة الملفّ إلى القضاء المدنيّ، وأوضحت أنّها تعمل منذ تولّيها مقاليد وزارة الدفاع على تسهيل هذا التحوّل.
وكان رئيس الحكومة جوستان ترودو قد سلّم مقاليد الدفاع إلى أنيتا أناند وزيرة الخدمات العامّة والتموين في حكومته السابقة، عندما قدّم في 26 تشرين الأوّل أكتوبر الماضي حكومته الجديدة التي انبثقت عن الانتخابات التشريعيّة الفدراليّة.
وحثّ عدد من الخبراء رئيس الحكومة المعاد انتخابه على تعيين وزير دفاع جديد خلفا للوزير هارجيت سجان.
ولم تقرّر الحكومة بعد ما إذا كان هذا التحوّل نحو المحاكم المدنيّة سيكون دائما، وأوصت القاضية أربور بنقل الملفّات إلى القضاء المدني بصورة مؤقّتة.
وقال عدد من الخبراء في الثقافة العسكريّة الكنديّة إنّ هذه الخطوة مهمّة لإعادة الثقة بالمؤسّسة العسكريّة وتسهيل المضيّ قدما بالنسبة لضحايا سوء السلوك الجنسيّ.
وتوحي خطّة إحالة الملفّ إلى القضاء المدني أنّ الوزيرة أنيتا أناند تشعر أنّ الوضع ملحّ حسب ما قالت شارلوت دوفال لانتون الزميلة في المعهد الكنديّ للشؤون العالميّة.
ولم يبدُ وزير الدفاع السابق هارجيت سجّان على استعداد للدفع نحو إجراء تغييرات مهمّة ، والأمر يبدو أسهل حسب قولها بالنسبة للوزيرة أنيتا أناند.
وتحدّث شارلوت دوفال لانتوان عن مؤشّر أمل، وأضافت أنّ الحواجز التي تواجه ضحايا سوء السلوك الجنسي ما زالت موجودة، ومن بينها الخوف من الانتقام والاضطرار لِتكرار الحديث عن تفاصيل صادمة أمام أشخاص قد يشكّكون في الشكاوى التي يسمعونها.
(سي بي سي/ بيتر زيمونيتش/ مع مساهمات آشلي بورك و ميري بروستر و نك بوافير/ ترجمة و إعداد مي أبو صعب)