بقلم: سونيا الحداد
من أسمى صفات الحرية الفكرية هي أنها تفتح لك أبواب التساؤل والاختبار على مصراعيها. تسمح لك بدخول جيوب العقل النائمة وبحثها. التطرق الى جذور الممنوعات والتابوهات، المقدسات والمدنسات، الجماليات والقباحات المتراكمة في قعرها اللآواعي منذ ولادة الحياة والتي صنعت من هذا الإنسان مخلوقا فريدا من نوعه يحمل في جيناته الجوانب الايجابية والسلبية التي تكون سر الخلق ومصدره. هذا السر التي تطرقت اليه جميع الحضارات والعلوم والفلسفات عبر العصور الى يومنا هذا الذي يشهد على إمكانية التواصل يوما مع عالم، لا بل عوالم بديلة كانت وما زالت في تواصل مستمر مع كوكبنا منذ زمن لآ أحد يدرك بدايته ولآ نهايته.
تواجد العالم الافتراضي هو المساهم الأكبر في تمهيد الطريق نحو عالم نقرأ عنه في كتب التاريخ، الأساطير والعلوم البديلة. وما هي العلوم البديلة إن لم تكن الاتصال والتفاعل مع عالم بديل متواجد لا نراه ولا نلمسه إلا في حالات النشوة الروحية والفكرية والتي تفتح لنا ما نسميه بالعين الثالثة، العين المخفية -المرئية ، عين المعرفة! صفات لا تستعمل صدفة بل نتيجة اختبارات حقيقية مر بها أناس مختارون عبر جميع الحضارات والعصور. أناس منهم من عرف الاضطهاد والموت ومنهم من ارتقى الى مرتبة المعلم، الرسول، القداسة والإلوهية.
Tesla المفكر والعالم الكبير المعاصر الذي اختبر شخصيا طوال حياته هذا التواصل الطاقي، أكد لنا تواجد قوة خارجية لطاقات لا ندركها وحث الجميع على البحث والاستفسار الدائمان. أمثاله عرفتهم البشرية عبر العصور في كل أصقاع الأرض. اليوم ومن خلال العالم الافتراضي يتم التحدث جهارة وصراحة عن ظاهرة تواجد عالم بديل يأتينا منه مخلوقات تعيش بيننا بشرها، ندعوهم بالشياطين الأباليس، وفي خيرها ندعوهم الملائكة. أناس نقول عنهم سبقوا عصرهم أو أصحاب قدرات خارقة ومواهب غريبة ومميزة لدرجة أنه يتهيأ لنا أحيانا وكأنهم من غير هذا العالم. كما أن الوثائق تتحدث عن اختفاء مفاجئ لأناس أو مركبات وبواخر الخ ونتساءل لو أنهم انتقلوا بطريقة لا نعرفها بعد، الى عالم بديل.
هذا الكون سره بديع يسلب الألباب، كلما توغلنا في سراديبه المرئية والغير مرئية نطلب المزيد دون إمكانية العودة الى الوراء، لأننا نتحوّل فكرا وجسدا وروحا. يوم نتمكن من إيقاظ جيوب العقل المجهولة وولوجها لن نكون في هذا العالم الذي نعيش به الآن. كل شيء سيتحول سواء على الأرض أو في السماء. لن ينظر الإنسان يومها الي جغرافية المكان، طبيعته ولونه كونه سيسبح في هالات وطاقات تتخطى مفهومنا الحاضر المحدود والذي نتذابح بيننا من أجل ما هو في الحقيقة سراب. عالمنا هو جزء من كل ونحن ما زلنا بعيدون سنوات ضوئية عن هذا الكل. فلنعمل على تخطى مخاوفنا والحدود آلتي فرضناها على عقولنا، لعلنا نفتح العين الثالثة ونتذوق العجب. جميع من سبقنا وتمتّع بهذه النعمة حلّق دون عودة.