بقلم: كنده الجيوش
يقول احدهم بانه يوجد مقهى الان في مدينة طرطوس السورية في شارع الزهور يدعى «بائع الحكمة» يشجع رواده على قراءة الكتب والحصول على القهوة مجانا مقابل قراءة عدد معين من الصفحات. وطبعا يمكن شراء القهوة مع بعض التحفيزات التسويقية الاخرى وافكار اخرى خلاقة.
الجميل في هذا المقهى انه استعمل الثقافة كحافز تسويقي! فكرة جميلة جدا ليس فقط لبلد مثل سوريا تعاني من مشاكل الحرب الاقتصادية والاجتماعية وانخفاض مقومات الحياة والتعليم المرهق..
بادرة مثل هذه بالغة الأهمية في سوريا كما هو في بلدانٍ اخرى!! وحجرة تسند جرة لو كان هناك افكار مجتمعية وفردية مشابهة تسند الجهود الكبرى على مستوى البلد بشكل عام وشامل.
وطبعا هناك ظواهر مشابهة في بلدان متنوعة.
وعندما تنتشر هذه الظاهرة ومثيلاتها — ليس في سوريا فقط— فانها تساعد الكبار والصغار على التعلم والتواصل الإنساني.. وتخرج بالإنسان من كونه محصور فقط في إطار التكنولوجيا الحديثة ووسائط التواصل الاجتماعي — وهي مشكلة تكبر اليوم وتزداد — الى العالم الواسع.
المقهى مكان نتعرف فيه على أصدقاء جدد ومكان نتواصل فيه مع الأصدقاء القدامى… ومكان رحب لزيادة الثقافة الانسانية عبر التواصل.
وحتى لا نغبن وسائط التواصل حقها في انها وسيلة جيدة للمعرفة فاننا نبقي انظارنا واعية على تحد من التواصل الاجتماعي الحي.
ومن هنا ننظر الى شركة «ميتا» للفيس بوك التي تطمح ان يمكننا ان نعيش عالما افتراضيا واسعا ونحن نجلس على كرسي في منزلنا. اَي نذهب للمقهى في باريس مثلا من خلال عالم افتراضي واجهزة تساعد على ذلك ونعيش التجربة.
وهذه التجربة هي فكرة جميلة ولكنها خطرة ان لم تبق في إطار محدد وان لا تكون هي الطابع العام لحياتنا وبالتالي العزلة الاجتماعية وربما حتى في أماكن العمل والتسوق والتعليم وغيرها.
حقا انها فكرة رائعة ومفيدة ولكنها خطرة على اجيال جديدة تفتح عيونها على عالم افتراضي يطغى على التواصل الاجتماعي بشكل عام…
وربما أعوام.. اجيال تعيش عالم من العزلة!