شعر: نسرين حبيب
إلى متى سَتُعجِزُ الطّبَّ بِعَقاقيرِهِ عن شفائِك؟
يا عاشقَ اللَّيلِ بِكآبَتِه، أَمُمتَنٌّ لَهُ بِابتِلائِك؟
وَتَتفرّدُ بِهِ كأنَّهُ يَنبَلِجُ لكَ وحدَك
كَأنَّهُ خُلِقَ بِاسمِك..
عَرَفْتُكَ حالةً مَطروحةً للعشقِ
حالةً تُدرَسُ بِأحلَكِ إبداعاتِها
كَخفّاشٍ لا تُضيءُ عيناهُ إلّا العَتمَةُ..
أَلِفْتَ مُؤانَسَةَ السَّوادِ
استَثَغْتَ نَبْشَ كَوابيسِه
حتّى حَفَرْتَ قبورَ العزلَةِ بِمَخالِبِه
يا مُصابًا بِمُتَلازِمَةٍ نادِرَةٍ أثارَتْ فِيَّ الفضولَ النَّضِر
اعتَنَقتُكَ دينًا عن سابقِ قَناعةٍ وتَصَوُّر
فَكَرَّسْتَ هواجِسَكَ للغَوصِ في دَماسِ أسراري
أَحلَكْتَ لَيلَكَ بالمُتاجَرَةِ بالعِشْقِ
أَما آنَ لِفَجرِكَ أن يَنبَثِق؟
عَرَفتُكَ بالأمسِ حالَةً مَطروحةً للعشق،
مَقتُّكَ اليومَ بَعدَ يَقينِ المَعرِفة..
ما كلُّ ما تَراهُ العَينُ حَقيقةً مُجرَّدة
وما كلُّ ما يبصِرْهُ العقلُ يَقطعُ الشَّكَّ باليَقين!!
في الحياةِ لا تُعطِ أمرًا أكثرَ من وقتِه
ولا شَخصًا أفضل مِمّا يَستَحِقّ!