بقلم: خالد بنيصغي
لعل القلق الذي ينتابنا حول مدينتنا “ مكناس “ حول تراجعها المُهول على جميع الأصعدة ، لم يعد كافياً لما تعيشه ساكنة المدينة من مشاكل اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية ، وحتى على مستوى جمال المدينة التي لم تعد تساير ذلك البهاء والجمال في سائر المُدُن المغربية الأخرى التي أصبحت صورة مُشَرِّفَة من الحُسن والروعة ، والتي أبدعها المسؤولون عن تلك المدن بالاجتهاد والإبداع في جل المجالات . والذين وكما يبدو أن لديهم غيرة وحس إقليمي ووطني بروح عالية ومتينة .
لكن مكناس التي خرج منها الصحافي “ المختار الغزيوي “ بفساده الأخلاقي ودعوته الصريحة إلى العلاقات الرضائية من دون زواج ، وكذلك الممثل “ سعيد باي “ من خلال مشاهد العري والألفاظ البديئة والدنيئة ، فاليوم يُطِلُّ علينا أحد أبنائها بإطلالة العار وقلة الحياء ، وهو المخرج والممثل المغربي “ إدريس الروخ “ من خلال مشهد إباحي مُخل بالحياء ، والغريب أنه يدافع بكل قوة عن اختياراته السينمائية بداعي أنه فقط يتقمص الشخصية من أجل رسالة الفن ؟؟
عن أي رسالة يتحدث هو وأمثاله من مخربي النفوس والعقول المغربية و العربية ؟؟ هل الرسالة الفنية هي الجهر بالفضائح ؟؟ هَزُلَتْ إذن والعذر أقبح من الزَّلَّة ، فمن الغباء أن يتحدث هذا الممثل ومن سبقوه بهذه الطريقة ، لأنه لا يدري ما يقول ، بل لا يفهم حتى ما ينطق به ، مع أنه يعتقد وبهذه الطريقة أنه يقدم – وكما يدعي – رسالة للجمهور وهو يعالج “ بشطارته “ مشكل الاغتصاب ، وبصورة أوضح فكل تلك الملايين من السنوات التي مضت لم يتلقَّ فيها الإنسان أي رسالة ؟؟ الملايين من السنوات التي لم تكن فيها السينما أو الكاميرا ، فمن الهراء أن نسمي ما قام به “ إدريس الروخ “ وغيره ممن حذوا حذوه بالعمل الإبداعي وأن لهم الفضل في تنوير العقول بفضل السينما ؟؟ هذا تخريف لا يناسب إلا العقول السفيهة .
لكننا نريد أن ننبه إلى أن أول فيلم وهو “مشهد حديقة راونداي” يعتبر أقدم وأول فيلم فيديو في التاريخ وصل إلينا في وقتنا الحالي، تم إنتاجه في عام 1888. مدة الفيلم لا تزيد عن ثانيتين و تم تسجيله باستخدام 12 صورة في الثانية الواحدة. مخرج هذا الفيلم وهو مخترع ومهندس و كيميائي ، بمعنى ما يُرَوِّجُه Louis Le Prince الفرنسي
الممثل والمخرج “ إدريس الروخ “ هو أن قبل سنة 1888 لم تكن هناك رسالة ولم يكن اغتصاب ولا فساد ، وبالمقابل لم تكن هناك أخلاق في معالجة مثل هذه المواضيع ، وأن معالجتها بهذه الفضائح والإباحية هو الرسالة الناجعة ؟؟ أو بمعنى أوضح كان علينا انتظار الممثل “ إدريس الروخ “ كي نعي برسالته “ فنيا “ حول الواقع المر ؟؟؟ مع أننا متأكدون أنه هو نفسه لا يستطيع إقناع نفسه بمثل هذا الرد التافه .
يقول الله عز وجل “ واسْتَقِم كما أُمِرْتَ “ وليس كما تريد ، والله أمرنا باتباع الصراط المستقيم وعدم الجهر بالفضائح ، فلا السينما ولا الفن بجميع أشكاله وألوانه يُسمح له بهذه الميوعة والتسيُّب من أجل أن نسميه رسالة ، فاستيقظوا من هذا الوهم الكبير الذي تسكنونه ويسكنكم ، فلا يصح إلا الصحيح ..
ومكناس عاصمة تاريخية يشهد الإسلام بطولاتها وحياء أهلها وشرفهم ، ولا تقبل بأي حال أن يخرج منها أشباه الرجال الذين يجهرون بالفساد والفضائح التي يخجل منها الجبين ، مكناس مدينة العلم والنور برغم نوم مسؤوليها في سبات عميق ، ستبقى برغم الجراحات عفيفة عزيزة .. ونعتذر عن هذه الفلتات المخزية التي خرجت من هؤلاء الذين لم يكترثوا لقيمتها وقيمة الوطن والأخلاق بصفة عامة .. دمتم بود