بقلم: يوسف زمكحل
اندلعت مواجهات عسكرية واسعة في العاصمة السودانية الخرطوم وغيرها من المدن بين قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بأسم حميدتي والجيش السوداني الذي يقوده الفريق عبد الفتاح البرهان الذي يتولى المجلس السيادي الأنتقالي الذي يحكم السودان منذ الأطاحة بحكم الرئيس السابق عمر البشير عام 2019 بعد أشهر من الأحتجاجات الجماهيرية تم تشكيل المجلس العسكري الأنتقالي وكان جميعهم من أفراد المؤسسة العسكرية إلا حميدتي الذي لم يكن في يوم من الأيام من أفراد هذه المؤسسة رغم أنه يحمل رتبة فريق أول بقرار من البشير نفسه! ..
المهم أن حميدتي قد حذر منذ فترة أن حلفاء الرئيس البشير الذي حكم البلاد لما يقارب ثلاثة عقود يستعيدون موطئ قدمهم سياسياً وفي تصريح أخر لإذاعة بي بي سي قال فيه أن الجيش فشل في تصحيح المسار والسودان يسير نحو الأسوأ .
والذي يضحك ويبكي في نفس الوقت أن حميدتي ترك الدراسة في عمر مبكر وعمل في العشرينات من عمره في تجارة الأبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي فضلاً عن حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته وجنى حميدتي ثروة كبيرة من عمله هذا في التسعينات مما مكنه من تشكيل ميلشيات قبلية خاصة به مع ميلشيات قبلية أخرى وعند أكتشاف الذهب في جبل عامر سيطرة ميلشياته على مناجمه .
واليوم يشارك حميدتي قائد قوات الدعم السريع مع عبد الفتاح البرهان في تدمير السودان الذي كان يعاني أساساً من الديمقراطية المفقودة والتى وعد بها المجلس الأنتقالي ولم تتحقق حتى اليوم فارتفع صوت الرصاص فوق كل الأصوات وبات السودان مسرحاً للفوضى والدمار وجثث متواجدة في الطرق لم تجد من يحملها إلى مثواها الأخير!
الكل يحاول أن يهرب اليوم من السودان تاركين تاجر المواشي حميدتي يقاتل قائد الإنقلاب عبد الفتاح البرهان يتصارعان على كرسي الرئاسة وسط تأييد بعض الدول لحميدتي وتأييد دول أخرى للبرهان ولا يوجد من يؤيد حق الشعب السوداني في أن يعيش في سلام وأمن وشوية ديمقراطية على الماشي لو ممكن .!!!