بقلم: حسّان عبد الله
رأسُ الأدبِ كلُّهُ حُسْنُ الفهمِ والتَّفهُّمِ والإصغاءُ للمتكلّمِ .
لذلك قالَ أحدُهُم يوصي ابنًا لهُ : يا بُنَيَّ تعلَّمْ حُسنَ الاستماعِ كما تتعلّمْ حُسنَ الحديثِ ، ولْيَعلم النّاسُ أنّكَ أحرصُ على الاستماعِ منك على القولِ ، فلا تُسرعْ في القولِ ولا تغلبْ أحدًا على كلامِهِ ، وإذا سُئِلَ غيرُكَ فلا تُجِبْ عنه ، وإذا حدَّثَ بحديثٍ فلا تُنازعْهُ إيّاهُ، ولا تقتحمْ عليه ولا تُظهرْ أنَّكَ تُعلِّمُهُ . وإيّاكَ والغلظة في الخطابِ والجفاء في المناظرة ، فإنَّ ذلك يُذهبُ بهجةَ الكلامِ ويُسقِطُ فائدَتَهُ ويعدِمُ حلاوتَهُ ويجلبُ الضغائنَ ويَصيرُ القائلُ مُسْتَثْقَلًا ، وسُكوتُهُ أشهى إلى السّامعِ منْ كلامِهِ .
حدِّثْ الناسَ بما مالوا إليكَ بأسماعِهِمْ ولحظوكَ بأبصارِهمْ ، فإذا رأيتَ منهم إعراضًا فأَمسِكْ .