بقلم: كنده الجيوش
الذكاء الاصطناعي الأخبار
يصفون أبناء أيامنا هذه بأنهم جيل الوجبات والوصفات السريعة … ومنها الصحي ومنها الخطير جدا.…
وتتابع الأخبار حول تزايد الاعتماد يوميا على الذكاء الاصطناعي ومحاسنه وأيضا المساوئ المرتبطة بذلك وخاصة لجيل الطلاب وأيضا الأشخاص الذين لا يعتمدون الى التدقيق في المعلومات التي حصلوا عليها من وسائل الذكاء الاصطناعي.
فالطالب ينتهي به المطاف جاهلا لان شخصا ما أو تطبيقا ما الآن يحل وظائفه بينما كل ما يتعلمه هذا الطالب هو كيف ينسى القراءة ويهمل أساليب البحث الأساسية والحفظ والتدقيق وقوة الملاحظة وتتقلص بالنتيجة قدراته المعرفية لأنه لم يؤسس بناءه المعرفي في الأساس قبل أن يقوم بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
أما بالنسبة للأشخاص المتعلمين المتمكنين من اللغة والتعليم وخاصة( بعد ) سنوات التعليم الجامعي (وان استعمل بذكاء وحكمة) فهو يختصر الوقت لان الإنسان في هذا الوقت يكون قد أسس بناءه المعرفي وقادر أن يقوم هو نفسه بالمهام التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي بنفسه ولا يحتاج الذكاء الاصطناعي إلا لاختصار الوقت وانجاز الكثير من الدراسات والمهام.
وهو في هذا الوقت (اي بعد الجامعة) تعلم كيف يستخدم وسائل البحث لمصلحته حيث تقوم هذه الوسائل بجزء من المهمة وهو تسريعها فقط. ويبقى الإنسان هو الذكي وليس التطبيق هو الذكي وحده.
الذكاء الاصطناعي يجب أن يبقى خادما للإنسان وليس بديل عنه.
نسبة غير قليلة من الأجيال الحالية يوما بعد يوم تصبح سطحية ولا تهتم بالعلم والمعرفة والتعليم الأساسي كما يجب وبالتالي تسير نحو مستقبل للأسف هو فاشل.
وأيضا هناك أجيال تدرك قوانين هذه التغييرات والتطورات (اللعبة) وتدرس وتتعلم لكي تكون هي الأساس وهي الإنسان الذي يعتمد عليه في العمل والحياة وبالتالي تحصل على الوظائف والأعمال وتسير الأجيال غير المتعلمة… ولا تترك الذكاء الاصطناعي يقودها نحو الجهل وهذا ما يحصل في أوربا حاليا حيث تسعى الدول هناك لوضع قوانين لاستخدام الذكاء الاصطناعي وخاصة لطلاب المدارس.
ومن ناحية أخرى تؤكد الأخبار على أن أفراد المجتمع يسيرون ليس فقط نحو الحصول على الأشياء سريعا دون جهد.
وهنا الجهد مهم ليس كي نتعب ولكن لأننا خلال بذل المجهود نتعلم أشياء أخرى في مسيرتنا مثل الحفاظ على ما تعبنا للحصول عليه وأهمية التعاون مع الآخرين ودقة الملاحظة والحفظ والتعاطف مع الآخرين وقيم كثيرة مهمة…
ولكن أيضا عدم الاهتمام بأمر سيئ ما يحصل مع الآخرين لأنه سوف يرهق أنفسهم المتعبة من وتيرة الحياة السريعة.
ومثلا تقول دراسة عالمية ان عدد الأشخاص الذين يهتمون بالأخبار السياسية حول العالم انخفض بنحو الربع خلال السنوات الست الماضية. وذلك حسب تقرير صادر عن معهد رويترز التابع لجامعة أكسفورد.
كما أن أكثر من ثلث الناس في جميع أنحاء العالم يقولون أنهم يتجنبون الأخبار أحياناً أو في كثير من الأحيان.
وقال معدو التقرير إن هناك أدلة على أن الجمهور «يواصل بشكل متعمد تجنب الأخبار المهمة مثل الحرب في أوكرانيا وأزمة غلاء المعيشة بغية تفادي سماع الأخبار غير السارة.»
كما خلص تقرير الأخبار الرقمية 2023 ، إلى أن مشاهدة برامج التلفزيون التقليدية ومتابعة وسائل الإعلام المطبوعة مستمرة في الانخفاض.
وفي المملكة المتحدة ، كانت مؤسسة بي بي سي، هي الأكثر ثقة في مجال نقل الأخبار.
وأفاد البحث أيضاً أن أكثر من نصف ممن شملهم الاستطلاع، يشعرون بالقلق بشأن التفريق بين الأخبار الحقيقية والأخبار المزيفة عبر الإنترنت.