بقلم: يوسف زمكحل
قبل ثورة 1952 كان الإيطالي واليوناني والتركي والسوداني يعملون في مصر وكانت مصر والسودان وغزة بلداً واحداً وعند قيام الثورة تنازل الملك فاروق عن الحكم دون أراقة نقطة دم وبدأ الأنهيار السياسي والإقتصادي والديني والأخلاقي لمصر .
ثم صدرت قوانين الإصلاح الزراعي وقوانين التأميم وكلها قوانين أقرتها ثورة 23 يوليو أدت إلى تدمير الإقتصاد المصري والدليل أن الجنيه الذهب كان يساوي سبعة وتسعين قرش ونصف والدولار يساوى 25 قرشاً أو أكثر .
ثورة سرقت ونهبت كثيراً من القصور الملكية وما كانت تمتلكه الأسرة الحاكمة وسرقت شركات وأراضي زراعية بدون وجه حق من أصحابها الذين مات بعضهم كمداً وهاجر كريمة رجال الأعمال والمثقفين إلى الخارج هرباً من بطش ثورة 23 يوليو وهرباً من أساتذة التعذيب والترهيب أمثال صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق وشمس بدران وزير الحربية الأسبق .
وكان عصر الملكية منارة للفن والأدب المصري الذي كان له الريادة على الوطن العربي كله أخرج لنا الكثيرين مثل سيد درويش منيرة المهدية وفتحية ورتيبة احمد وكوكب الشرق ساحرة الغناء أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ وعبد المطلب وعبد الغني السيد وغيرهم وكانت مصر بمثابة هوليود الشرق وأخرجت لنا فريد الأطرش وأسمهان وصباح وغيرهم وأخرجت لنا المبدعين في الموسيقى أمثال داود حسني وكامل الخلعي وأحمد صدقى ومحمود الشريف وكمال الطويل ومحمد الموجي وغيرهم وفي الأدب أخرجت لنا توفيق الحكيم والعقاد وطه حسين عميد الأدب العربي وثروت أباظة وغيرهم كثيرين والمبدع نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل .
وكل هؤلاء أبدعوا نتيجة قوة ومتانة التعليم في تلك الفترة والذي أنهار برمته بعد الثورة ، وكانت الحركة الأدبية في قمة مجدها أخرجت المقطم والبعكوكة والأهرام والأخبار وأخر ساعة والكواكب وعشرات من الصحفيين الذين أثروا الصحافة والأدب مثل أبو السعود الأبياري وأحمد الصاوي محمد وأحمد بهاء الدين وموسى صبري ومحمد حسنين هيكل وجلال الدين الحمامصي ومحمد التابعي ومصطفى أمين وعلى أمين وغيرهم .
أما المرأة فكانت في قمة العرش قبل أن تصل إليها الأفكار السلفية وتغطيتها إما بالحجاب أوالنقاب ووصف صوتها بالعورة والمرأة غير المحجبة أو المنقبة تم وصفها بالمتبرجة وغيرها من الصفات التي قضى عليها في زمن أحمق وبعد ثورة قتلت أمة بأكملها .!