بقلم: يوسف زمكحل
أصدرت مصر قراراُ بإلزامية حصول المصريين الحاصلين على الجنسية الكندية بتأشيرة مجانية من القنصلية المصرية أو تأشيرة مدفوعة الثمن عند وصول المواطن إلى إحدى مطاراتها أو موانيها ضاربة عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تعطى مواطني الدولة الأولوية في الخروج أو الدخول فيها .
وهناك من أدعى أن مصر أصدرت هذا القرار بسبب رفض كندا أعطاء تأشيرة دخول لأحد المسئولين فقررت مصر الأنتقام من كندا بإصدار هذا القرار والحقيقة أن مصر خصت كندا بهذا القرار لأنها أصدرت بياناً منذ أيام معدودة تحذر فيه مواطنيها من السفر إلى خمس دول من بينها مصر حيث متوقع فيها قيام عمليات إرهابية والأكثر غرابة أن الحذر شمل أيضاً ألمانيا .
ويبدو أن أزمة الدولار أفقدت المصريين ثوابهم فباتوا يصدرون قرارات معتقدين أن هذه القرارات ستعود بالدولارات على مصر .!
والمصريين الحاصلين على الجنسية الكندية هم الآن يعيشون حالة من الغليان بسبب هذا القرار خاصة أن هذا القرار لا يسري على مصريين أمريكا أو أوروبا أو أي بلد آخر وهم يتساءلون هي مصر بتعمل ليه كده معاهم وطبعاً لم يجدوا إجابة لأن الإجابة عند المسئولين الذين ألتزموا الصمت حتى كتابة هذا المقال .
كان ممكن على مصر أن تصدر قراراً بأن يدفع كل زائر يزور مصر رسم مغادرة لا يتعدى عشرون دولاراً وكانت ستجنى من ورائه الكثير من الدولارات تستخدم في سداد ألتزاماتها ولكنها لم تفكر وأتخذت هذا القرار السخيف ضد أبناءها الذين يعيشون في كندا .
نرجو من الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح حيث أن المصريين الحاصلين على الجنسية الكندية هم ولدوا في مصر وتربوا فيها وشربوا من نيلها وتلحفوا بشمسها في أيام شتاها الدافئ وداعبوا نسيمها الجميل في ليالي صيفها وسهروا مع قمرها ونجومها وساروا في شوارعها وحواريها وأزقتها جاءوا إلى كندا يحملون هموم مصر في قلوبهم وعقولهم يتابعون أخبارها كل يوم وكل ساعة يفرحون لفرحها ويحزنون لحزنها ولا يتحملون أن يتحدث أي إنسان عنها سوءاً ولا يجب أن يكون جزاء حبهم لبلادهم هذا القرار غير المسئول .!