بقلم: بشــير القــزّي
بعد تلك العمليّة العسكريّة التي قامت بها مجموعة لا يتجاوز تعدادها الألف مقاتل بتاريخ ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣، رأينا ردّة فعل غير مسبوقة من أصحاب الأبواق المصدعة، والذين يحتكرون حماية الديموقراطية على طريقتهم ومزاجهم، يعطون الصلاحيّة المطلقة لحليفهم بالقضاء الكامل على الغزاة مهما كلف ذلك، وهم مستعدّون لمدّهم بالمال والسلاح، مهما بلغ الثمن!
كيف بنا ننسى ان الذين قاموا بالعملية هم أبناء واحفاد الذين هُجّروا من مساكنهم مرات متعددة، وقد حملوا ما تيسّر لهم من بقايا البسة من مكان الى آخر، ومنهم من ورث مفتاح الدار التي طُردوا منها سنة ١٩٤٨ !
هل يعقل ان تكون ردّة الفعل بضخامة غير مسبوقة؟ للقضاء على ألف مقاتل يتمّ تجنيد جيشٍ تعداده بمئات الآلاف، مدجّجٍ بالأسلحة الثقيلة والدبّابات، الى جانب طائرات مقاتلة حديثة تجوب الأجواء لتنقضّ بقنابلها وصواريخها على كل هدفٍ يتحرّك او مقصود؟ هذا بالإضافة الى القوات البحرية…
من أجل الاقتصاص من الف مقاتل هل يجوز تعريض حياة اكثر من مليوني شخص لخطر الموت وتدمير البنية الفوقية والبنية التحتية والأبنية السكنية والى ما هنالك من انشاءات؟
عن أيّ ديموقراطية يتحدّثون؟ هل ينعمُ بها أناسٌ بينما يّحرم منها آخرون؟ كيف نجدُ مقياسين لها بين أبناء البلد الواحد؟ كيف يتمّ الجمع بين الديموقراطية والانتماء الديني؟ كيف يزور وزير أقوى بلدان العالم بصفة انتمائه الديني وليس بصفة البلد الذي يُمثله؟
أما قصّة البلد الحليف فهذا ما لا أفهمه! كيف يتم انتقاء بلد على انه “البلد الحليف” دون النظر الى السيرة آلتي ينتهجها؟ هل يجوز اعتبار القاتل والسارق حليفاً لك مهما ربطتك به من علاقات؟ ان الذي تتغاضى عن مساوئه وجرائمه يجعلك شريكاً في كلّ ما يقترفه!