شعر: فريــد زمكحـل
لازلتُ أستلهم منكِ الكثير
خلفْ قضبانِك قابع أسير
راضي بعذابي كأنِك مصير
يَفرض حضورِك في وحي الغزير
وأنتِ في مسائي بدري المُنير
ونسمة الفجر في قدومها البكير
يا روعة الحُسنْ ونبع الغدير
فأُكمل صلاتي بشكرِ القدير
بأنِك في عمري ملاكي البشير
وأني في قلبِك وحدي الجدير
بنشوة جنونِك في همسه المُثير
وبخلاف الجنون يَجمعُنا الكثير
مذاقُ العذاب في الشهدِ المرير
وخيوط الآماني في الحلمِ العسير
وأنتِ في حضني والشَعر الحرير
يُلامس بشوقه العبد الفقير
يُداعب كياني بمرحه الشهير
في نشوِة شهيق يُعانق زفير
ومشاعر جنون شاعر خطير
أنفاسِك في حضنه رحيق العبير
فأشعر بأني في حصنِك جرير
يحيا في زماني أو أخطل صغير
فأكتُب في عشقِك كشاعر كبير
لم يلمح في عمره لحسنِك نظير
في واقع يَفوق خيالي الضرير