بقلم : خالد بنيصغي
أعلن المجلس الدستوري بالجزائر رسميا فوز “عبد المجيد تبون “ بالانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد يوم الخميس 12 ديسمبر الماضي ، وبهذا الإعلان الرسمي يكون الشعب الجزائري تحت حكم نسخة طبق الأصل من النظام السابق ل”عبد العزيز بوتفليقة “ ، والجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من خروج أغلب الجزائريين لأشْهُرٍ عِدَّة كل يوم جمعة في مظاهرات رافضة للنظام ورموزه ، ومطالبين برحيل كل هذه الرموز بشكل نهائي ، إلا أن النتائج جاءت معاكسة لمطالب الشعب ، وليستمر النظام في شخص “ عبد المجيد تبون “ المقرب كثيرا من الرئيس السابق المخلوع “ عبد العزيز بوتفليقة “ ، وبالتالي تستمر الجزائر بنفس السياسة الداخلية والخارجية .
تهنئة العاهل المغربي “ محمد السادس “ للرئيس الجزائري كانت تكرارا لدعوة المغرب للشقيقة الجزائر إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين وحل المشاكل العالقة بشكل مباشر بين المغرب والجزائر ، وعلى رأس هذه الخلافات قضية الصحراء المغربية ، ثم مسألة إعادة فتح الحدود المغلقة حاليا بين البدين منذ خمسة وعشرين سنة .
بالنسبة لفتح الحدود فأعتقد أن هذا المرتجى من الشعبيْن لن يتحقق على الأقل في هذه الولاية الرئاسية الحالية ، أما بالنسبة لقضية الصحراء المغربية فالأمر أكثر صعوبة وهو شبه مستحيل أمام تعنت الحكومة الجزائرية والتناقض الصارخ في مواقفها التي لا يجمعها أي خيط انسجام ، فالنظام الجزائري لا زال يروج لمواقفه المتناقضة والحاقدة لجاره المغرب الذي لا يصدر منه تجاه الجزائر إلا الخير .
تقول الحكومة الجزائرية إنها غير معنية بمشكل الصحراء المغربية ، فكيف نصدق هذه الخرافة وهي تأوي مرتزقة “ البوليساريو “ على أرضها “ تندوف “ ؟؟
نعم الجزائر تجيب على هذا السؤال دون أن تكثرت لما تفعل ، فهي تقول إن الأمر يتعلق دائما بمواقفها الإنسانية في نصرة الشعوب المظلومة ، فعن أي شعب مظلوم تتحدث ؟؟ هل مرتزقة “ البوليساريو “ شعب مظلوم ؟؟ الجزائر تعلم جيدا أن الأمر لا يعدو كون مجموعة من المغاربة الخونة ، وهم مأجورون عاشوا في المغرب وبها درسوا ثم قبلوا بالأجر المدفوع لهم من أجل الادعاء بأنهم شعب في الصحراء المغربية ، ويريدون تقرير مصيرهم إما بالانضمام إلى المغرب أو الاستقلال عنه ؟؟ المغرب لديه كل الحجج الدامغة على مغربية الصحراء ، وليطمئن الأعداء والحاقدون أن الصحراء المغربية مسألة وجود وليست فقط مسألة حدود ، والمغرب بصحرائه جسد واحد فلا يمكن فصل أي قطعة من هذا الجسد مهما كان أو يكون .
لكن نريد أن نجاريَ الحكومة الجزائرية – جدلا – في طرحها الأخير “ إنسانيتها في نصرة الشعوب المظلومة “ وهي التي تفتخر دائما بموقفها الشجاع والإنساني في مساندة الزعيم “ مانديلا “ في قضية جنوب إفريقيا ، طيب لنفرض – جدلا – أن الجزائر تساند “ البوليساريو “ إنسانيا كما تدعي ، فهل تستطيع ( الجزائر ) أن تجيب على هذا السؤال المحرج جدا لها ، وهو السؤال نفسه الذي يكشف بوضوح مواقفها المتناقضة والمهتزة والتي أيضا لا ترتكز على أي سند منطقي يقبله العقل ، أو تقبله النفس الطيبة والسليمة : ماذا قدمت الجزائر – إنسانيا لنصرة حق الشعوب كما تدعي – للمغرب في قضية مدينتيْها السليبتيْن ( سبتة ومليلية ) والجزر الجعفرية ؟؟ وأن المدينتيْن السليبتيْن في التراب المغربي ، والحق واضح وضوح الشمس في الظهيرة ، بل وباعتراف إسبانيا نفسها بمغربية المدينتيْن ، وتعتبر المشكل “ تاريخيا “ وليس “ جغرافيا “ ، كما تؤمن بأن الحل قادم بدون شك بعودة المدينتين للمغرب .
لماذا إذن الحكومة الجزائرية لم تحرك ساكنا في نصرة المغرب كما تدعي أنها تساند الشعوب المظلومة ؟؟ هل المغرب استثناء لا يدخل ضمن مبادئها ؟؟ أم هو كشف واضح للتناقض الصارخ في مواقفها الذي يظهر بجلاء حجم الغل والحقد الذي تكنه للمغرب الذي لم يفكر يوما واحدا في إيذاء الجزائر ، بل بالعكس تماما فمواقف المغرب يسجلها التاريخ بكل فخر في مساعدته للجزائر في نيل استقلالها ، وفي غير ذلك ، يد المغرب دائما ممدودة ، لكننا نتساءل بكثير من الدهشة والاستغراب لماذا لا تريد الجزائر أن تكف عن كل هذا الحقد والغل الذي تكنه للمغرب بدون أي سبب ؟؟ – دمتم بود –