انتهت البعثة الآثرية، التابعة لوزارة السياحة والآثار، من توثيق نقوش آثرية ملونة عثر عليها بكهف أثري يقع على بعد حوالي 60 كم جنوب شرق سرابيط الخادم، و30 كم شمال مدينة سانت كاترين، وذلك في إطار مشروع توثيق النقوش الصخرية بجنوب سيناء.
وأشار الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار – في تصريح اليوم /الثلاثاء/ – إلى أن الكهف يوجد بمنطقة صعبة التضاريس تسمى “الزرانيج”، وهو من الحجر الرملى يبلغ عمقه حوالى 3م، وارتفاع 3,5م، وعرضه 22م، ويعد الأول من نوعه الذي يتم الكشف عنه بمنطقة جنوب سيناء، حيث تم العثور عليه بمحض الصدفة بناء على إخطار أحد مغامري الصحراء بجنوب سيناء.
ومن جانبه، أوضح الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة أن الكهف المكتشف يحتوى على العديد من النقوش الملونة بعضها على سقف الكهف وبعضها الآخر على الكتل الحجرية المتساقطة علي أرضية الكهف، مشيرا إلى أن البعثة عثرت أيضا داخل الكهف على كميات كبيرة من فضلات الحيوانات التي تشير إلى استخدامه كملجأ للبدو والماشية للحماية من الأمطار والعواصف والبرد في عصور لاحقة.
وبدوره، قال الدكتور هشام حسين مدير عام منطقة آثار شمال سيناء ورئيس البعثة الآثرية “إن النقوش المكتشفة تصور العديد من المناظر المتنوعة، والتي ترجع إلى عصور مختلفة تم تقسيمها إلى عدد من المجموعات، لتشمل المجموعة الأولى مرسومة على أقدم طبقة من سقف الكهف، وهي تعتبر الأقدم بحيث يمكن تأريخها مبدئياً لفترة من 5500 إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد، وتتميز باللون الأحمر الداكن وعليها مناظر لحيوانات مثل الحمار أو البغل”.
وأضاف أنها تتسم بالتناسق في جسم الحيوانات عكس باقي المناظر، كما يمكن تمييز 5 حيوانات من نفس العصر على السقف في مدخل المأوى، وأيضاً مجموعة من الكفوف الأدمية مرسومة على السقف ومجموعة أخرى على صخرة في وسط الكهف، والتي تعرف باسم “Hand prints”.
وأوضح أن المجموعة الثانية، يرجح أنها ترجع للعصر النحاسى وتتميز بمناظر سيدات، إلى جانب مناظر حيوانات.. والمجموعة الثالثة والأخيرة، ربما ترجع لعصور ما بعد الميلاد حيث تصور أشخاصا في هودج جمل.
وأكد أن البعثة سوف تستكمل أعمالها، وجاري مسح المنطقة بالكامل، لافتا إلى أن البعثة بدأت أعمالها بجنوب سيناء خلال العام الماضي، حيث تم توثيق عدد من الوديان بمنطقة سرابيط الخادم.
المصدر:أ ش أ