بقلم: فـريد زمكحل
من المؤسف بل من المُخجل أن يُحاول البعض من الراديكاليين المُسلمين ممنَّ إستضافتهم بعض الدول الغربية على أراضيها الإساءة لهذه الدول التي منحتهم وأولادهم الجنسية والحياة الجديدة الكريمة، في الوقت الذي يقومون فيه بتهديد أمنها القومي وسلامها الاجتماعي ومعتقداتها الفكرية والايمانية، ومن أهمهم حرية الفكر والتعبير، السبب الرئيسي من وراء وجهودهم على أراضيها بالإضافة إلى حرية الإعتقاد، الأمر الذي لا تمنحه على هذا النحو بعض الأنظمة الإسلامية لمواطنيها من اتباع الديانات الأخرى ولكل المسلمين الموجودين على أراضيها بمنتهى الصراحة والوضوح وهو السبب الرئيسي وراء ضياع فلسطين وتقسيم السودان والعراق والحرب التي لا تريد أن تنتهي في سوريا وليبيا بين المسلمين والمسلمين دون أن تتحرك الدول الإسلامية أو ينتفض فيها أحد.
وهو الأمر الذي يرفض الرئيس الفرنسي ماكرون السماح به أو بحدوثه على الأراضي الفرنسية، لأنه يتعارض مع حرية الرأي والتعبير وحرية الاعتقاد الذي لا يؤمن بها الإسلام ويؤكد عليها بما يُعرف بحدِ الردة الذي يُطبق على منَّ يفكر في التحول من الدين الإسلامي لأي دين آخر، وعلى تارك الصلاة … نعم هذه هي الحقيقة بلا تورية وبدون تجميل.
وأنا هنا لا أفهم لماذا يُسمح لشيوخ التطرف والإرهاب الإسلامي بإيذاء مشاعر أتباع الديانات الأخرى في العالم وهم يفوقهم عدداً وثقافة وقدرة في جميع مناحي الحياة، ولا نجد من يتصدى لهم بمفاهيم الدين الصحيح سوى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قالها وبوضوح «منّ يُحب الرسول يتأدب بأدبه ويتشبّه بخلقه»
فهل ما يقوم به البعض من المسلمين الراديكاليين في أوطانهم الجديدة في الغرب يتفق مع المفاهيم والمعتقدات الكريمة والغنية الذي أستقبلهم بها هذا الغرب مانحاً لهم ولأولادهم فرصاً أفضل للحياة في مستقبل أكثر آمناً واستقراراً وإشراقاً..
ومن ينادي بمقاطعة المنتجات الفرنسية لأن الرئيس الفرنسي يحاول دعم وتدعيم حرية الرأي والتعبير أساس التقدم والتحضر في بلاده ، كان عليه أن يقاطع منتجات خليفة المسلمين الجديد رجب طيب أردوغان الذي قتلت وسفكت جيوشه المكونة من المرتزقة والمتطرفين دماء الكثير من الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في سوريا والعراق وليبيا وأخيراً في اذربيجان.
ومن المؤسف أن يصلني صباح أمس الخميس خبراً مؤسفاً عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أخرين بهجوم ارهابي من شاب تونسي متطرف بالقرب من احدى الكنائس في مدينة نيس الفرنسية.
والسؤال هنا كيف يسمح المسلمون لهذه التعاليم الارهابية أن تسود بينهم وتعمل على تشويه صورة دينهم والاساءة إليه؟ وإذا استمر الحال على هذا النحو سيكون القادم اسوأ بكثير… لأن «الجهل» بات أمير المؤمنين وسيد المواقف منذ عقودٍ طويلة مضت وإلى أن يأذن الله في تفتيح مثل هذه العقول وتبديل مثل هذه القلوب لمعرفة أوجه الحب والخير والجمال ، وحتى يتعلم الجميع أن يُحب لغيره ما يحبه لنفسه … لأن الله محبّة ولا شئ غير المحبّة من البداية إلى النهاية.
وأخيراً كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف!