بقلم: علي عبيد الهاملي
عام 2030 ستسود السيارات الكهربائية. وستكون المدن أقل ضوضاء، وسيكون هواؤها أنظف كثيراً.
• ستختفي محطات البترول ومحلات تصليح السيارات والتزييت كما اختفت محلات أفلام الفيديو سابقاً.
• لن يحصل صغار اليوم على رخص قيادة في المستقبل، ولن يمتلكوا سيارات أبدًا.
• سيرى طفل اليوم السيارات الحالية بالمتاحف.
• ستواجه شركات التأمين مشاكل كبيرة لأن التكاليف ستصبح أرخص بدون حوادث. سيختفي نموذج أعمال التأمين على السيارات.
• يموت 1.2 مليون شخص كل عام بسبب حوادث السيارات حول العالم. لدينا الآن حادث واحد كل 60 ألف ميل. مع القيادة الذاتية ستنخفض الحوادث لتصل إلى حادث واحد كل 6 ملايين ميل. هذا سينقذ مليون إنسان سنويا.
• عام 1998 كان يعمل في Kodak 170 ألف موظف، وباعت الشركة 85٪ من إنتاجها من ورق الصور حول العالم. خلال سنتين اختفى نموذج عملها وأفلست. من ظن أن هذا سيحدث؟
• هل فكرت عام 1998 أنه بعد 3 سنوات لن يتم التقاط صور على فيلم؟ مع الهواتف الذكية من يمتلك كاميرا هذه الأيام؟
• لا تمتلك UBER أي سيارة، وهي أكبر شركة سيارات أجرة في العالم! من كان يظن أن هذا سيحدث؟
• لا تملك Airbnb أي عقار، وهي أكبر شركة فندقية في العالم! هل توقعت فنادق هيلتون ذلك؟
• ستتغير العقارات. لأنه وبالعمل أثناء التنقل، سيتخلى الناس عن أبراجهم والانتقال بعيدًا لأحياء أكثر جمالًا وبأسعار معقولة.
• لا يحصل محامو الولايات المتحدة الشباب على وظائف بسبب Watson الذي يقدم المشورة القانونية في ثوانٍ بدقة 90 ٪ مقارنة بدقة 70٪ عند البشر. لذا إذا كنت تدرس القانون فتوقف على الفور. سيقل عدد المحامين 90٪ في المستقبل.
• هناك شركات تقوم ببناء جهاز طبي يسمى Tricorder يعمل مع هاتفك، يفحص شبكية العين، ويأخذ عينة من دمك، وتتنفس فيه، ويحلل 54 علامة بيولوجية تحدد تقريبًا أي مرض.
• هناك عشرات تطبيقات الهاتف المتوفرة حاليًا للأغراض المختلفة، ولا عزاء لمن لم يؤمن بالتكنولوجيا والتحول الرقمي حتى اليوم.
هذه بعض التغيرات التي ستحدث في العالم في المستقبل القريب، كما يتداولها الناس من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، وهي تغيرات تبدو مذهلة لكنها ليست مستحيلة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي شهده العالم خلال السنوات القليلة الماضية، والعقدين الأخيرين منها على وجه الخصوص، لكن السؤال الأهم هو: ما هي التغيرات التي ستحدث في العالم في المستقبل البعيد؟ والمستقبل البعيد في عصرنا هذا لا يُعدّ بمئات السنين كم كان يحدث في الماضي، عندما كان تطوير اختراع ما أو آلة يستغرق قرنا أو أكثر من الزمان، بل يُعدّ بعشرات السنين، وربما بأقل من هذا، في ظل التطور المتسارع الذي نشاهده اليوم، والذي لن يُقارَن بسرعة التطور التي سيكون عليها العالم في المستقبل الذي سيعيشه أحفادنا وأبناؤهم وأحفادهم.
هذه وجهة نظر متفائلة وإيجابية جدا، نحتاجها كلنا، كي لا نقع في الكآبة التي قد توقعنا فيها وجهات نظر أخرى تتوقع للعالم الأسوأ، ومنها توقعات الباحث الفلكي الكويتي الدكتور صالح العجيري، الذي تُوفّي العام الماضي عن عمر ناهز 100 عام وعامين، والتي صرح بها لإحدى الصحف الكويتية عام 2005م، وتوقع فيها أن يواجه الناس سنة 2024 أسوأ كارثة عرفوها عندما يصلون إلى مرحلة التجمد واندثار المدنية والعودة إلى ما يشبه العصر الحجري بسبب استمرار النمو السكاني على الأرض، وستنشب المنازعات بين الدول على المياه، ثم تقع حرب عالمية ثالثة، ويخوض المتحاربون حرب النجوم والمفاعلات النووية المريعة، وعندها سيثار الغبار النووي فيحجب عنا ضوء الشمس ويحل الشتاء النووي، حيث الظلام والبرودة القاسية والصقيع والزمهرير، وحينئذ سيصل الإنسان إلى حد أن يضطر إلى رفع رأسه إلى ثدي الأغنام ليرضع الحليب، ثم يطأطئ رأسه نحو الأرض ليأكل الأعشاب.
وجهتا نظر تعدنا إحداهما بالرفاهية، بينما تتوعدنا الثانية بما يشبه الفناء. ومع احترامنا للدكتور صالح العجيري، الذي فتحنا عيوننا على تقويمه السنوي منذ أن كنا صغارا، إلا أننا نميل إلى وجهة النظر الأولى، لأننا متفائلون بطبعنا، ولأننا نريد أن نستمتع بحياتنا حتى لو كبرنا وأصبحت حاجتنا من المتع قليلة وقدرتنا على الاستمتاع محدودة، فالحياة حلوة، تستحق أن نعيشها حتى آخر رمق فيها وفينا.