بقلم: كنده الجيوش
أحاول اليوم استعمال الذكاء الاصطناعي والتعرف على إمكانياته – وان كنت متأخرة عن غيري في هذا المجال لأني من أنصار إستعمال الذكاء الإنساني حيثما أمكنني ذلك – ولكن بشروط. والحقيقة أنني لا زلت من مناصريه بشرط أن تكون الأولوية للإنسان.
وكانت تجربتي الأولى هي محاولة ترجمة مقال من العربية الى الإنجليزية وجاءت الترجمة سريعة وقريبة جدا من الترجمة المباشرة ولكنها تحتاج إلى التنقيح.. والتعديل .. ولا تعطي المقال حقه…
ومما يدل على عدم جواز الاستغناء عن الإنسان قام موقع الذكاء الاصطناعي بترجمة إسم كاتب المقال… وكان هذا أول الأخطاء ولكن في الحقيقة لم تكن هناك أخطاء كثيرة.
وكان الملفت للنظر عرض الموقع أن يتم ترجمة المقال بطريقة أدبية وجربت ذلك وكانت النتيجة غير مرضية أبدا وبعيدة عن روح المقال. اللغة أدبية بالمفردات والصياغة ولكنها لم تكن كذلك في روح المقال.
وفي محاولة أخرى كان هناك سؤال قانوني وجاء الرد أيضاً سريعا ولكن ما أعجبني هو أن الذكاء الاصطناعي وبعد إعطاء الرد حذر من الأجوبة غير كاملة ويمكن أن تكون منقوصة وأنه يجب مراجعة محامي…
ولا ننسى أن البعض أحيانا يسأل أسئلة طبية وسياسية وتاريخية و..و..و..و.. وغيرها من المواضيع وتأتي الأجوبة مرضية ولكن لا يمكننا أن نستغني عن الذكاء البشري والتجربة البشرية إن أردنا جوابا دقيقا وتفاصيل دقيقة كثيرة متعلقة بأي موضوع ما.
أقول هذا وأؤكد على إيجابية استعمال الذكاء الاصطناعي وأهميته في توفير الوقت والمجهود وكذلك لمساعدتنا للتعرف على مختلف المواضيع التي نريد أجوبة مبدئية لها قبل الخوض في تفاصيلها مع الأشخاص المختصين.
وهنا اذكر أنني قرأت بأن الذكاء الاصطناعي بات يهدد المهن البشرية وبأنه سيتم استعماله بدل الإنسان خاصة في المعاملات والمهن في المراحل الأولى من أي سلم وظيفي وخاصة في كل ما يتعلق بالاستعمالات التقنية.
وهذا الأمر أول ما يهدد هو الجيل الشاب الذي يسعى نحو اكتساب الخبرة من خلال العمل في مهن مختلفة في أول الدرج الوظيفي. وكذلك يهدد عمل الشبان الصغار الذين يسعون نحو أعمال بسيطة في أوقات الفراغ من اجل تحقيق مكسب مادي يساعدهم في الحصول على تكاليف حياتهم اليومية أو دعم دراستهم.
هذا عدا عن انه يلغي التجربة البشرية التي تساعد الإنسان على التعلم وتملك مهارات اجتماعية من خلال الاحتكاك المباشر بالآخرين.
هذا الأمر يتطلب حلولا ربما سريعة بسرعة تطور عالمنا هذا. وان كان لا بد من استبدال الإنسان في مجالات معينة فيجب أن يكون ذلك فقط في الحالات الاضطرارية والضرورية وكذلك يجب خلق فرص أخرى مماثلة للجيل الشاب بدلا عن تلك التي حرمهم منها أو سيحرمهم منها الذكاء الاصطناعي وخاصة في مجالات العمل في أوائل السلم الوظيفي أو المهن البسيطة.
البعض يقول انه هناك جيل سيتعب من هذا الأمر ريثما تترتب الأمور وسيأخذ الأمر فترة زمنية ليست بالقليلة لأننا نشهد ثورة كبيرة تعيد تخطيط عالمنا في كافة المجالات. ولكن يجب أن تكون الجهود مشتركة لحماية الأجيال الشابة والصغيرة الآن وحماية فرصها بالتعلم وبقاء التواصل المجتمعي في المرتبة الأولى من الأهمية.
































