اعتذر عن مشاعر الحزن التي تطغي على هذا المقال ، ولكن ما يحدث في هذا الوطن حرام ، يوميا حادث ارهابي، يوميا شهداء ومصابين ،اعلم ان هذا قدر ومكتوب ولكن هناك اطفال يصيرون ايتاماً ،وزوجة ينكسر ظهرها بوفاة زوجها ،وأم ينفطر قلبها على ابنها وتعيش “بحسرتها” الى ان تذهب اليه
ما ذنب شاب أخذ اجباريا بعد الدراسة الجامعية ليدخل الخدمة العسكرية،ويتم توزيعه عشوائياًً على المناطق العسكرية في مختلف انحاء الجمهورية ، يالسؤء الحظ ان كانت منطقته حدودية ،كمن سيق الى الموت مجبراً .
كان الله في عون الام التي يأتي القدر بابنها لحماية هذه المناطق الحساسة ، فكأنها تقدمه قرباناً فداء هذا البلد، كيف تنام مغمضة العينين وهي بين الحين والاخر تنتظر سماع خبروفاته ،فهي حقاً تتجرع كأس المر قطرة قطرة ، ولا عزاء لها سوي الايمان بان هذا قدر،وكل انسان سيلاقي قدره ولو كان في سرير نومه.
وان كان هذا اولا.. ثانيا ، رحمة بنا يا إعلامنا ابحثوا عن الحل ، فما الحكمة من لقاءات ومشاهد لا تفعل شئ سوي انها تثير الاشجان وترسم حالة من الحزن والهزيمة في قلوب المصريين ،وما فائدة دموعكم على الشاشات فهي كما قال احد زملائي “دموع في عيون وقحة” ،وهذه الاحداث بالنسبة لهم رزق وغيابها يجعل الاجواء فاترة ، ما المغزي من زرع افكارامثال:” انه مسلسل لن ينتهي، وان داعش على الابواب” ، كيف تعقلون ان تأمن اسرة على نفسها وانتم تصورون الاحداث انها “ جحيم” ،اين رسائلكم لتهدئة الرأى العام ،اين تعزيتكم لاسر الشهداء ،اين تحفيزكم وتشجيعكم لشعب يعيش في حالة حرب وليس لديه حل الا التحمل والصبرعما ابتلاه ، فحديثكم لن يزيد او يقلل مقدار حزن المصريين وتفهمهم لخطورة الموقف
اما عن حادث كمين كرم القواديس فما يحتاج ان يبني ليس فقط جداراً عازلاً في المنطقة الحدودية بل مدارس للقضاء على الجهل ومساجد لنشر الدين المعتدل ومستشفيات آدمية ، والى جانب تهجير سكان تلك المناطق علينا استقطابهم وبحث احتياجتهم واخيراً صهرهم في المجتمع.
فرج ميخائيل