بقلم/ معتصم راشد
قالت صحيفة ( نيــويورك تايمـــز ) في أعقاب قمة داعش التي شهدتها نيويورك ، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، دعا قادة العالم إلى محاربة التطرف العنيـــف ليس فقط بالســـلاح وإنما أيضــا بالفكر وتوفير فرص عمل وحسن الإدارة ، وهى إستراتيجية تبناها منذ فترة طويلة والدلائل على نجاحها قليلة .
وترى الصحيفة الأمريكية أن أوباما لم يسمع أي رد فعل قوى على إستراتيجيته خلال القمة على عكس ما حدث عندما تحدث الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن دعمه للنظام السورى .
وأشارت الصحيفة إلى أن صدى إستراتيجية بوتين الأكثر قوة لا يزال يرج قاعات الأمم المتحدة ، بينما أبدى العديد من دول العالم قدرا ضئيلا من الحماسة للتغيير السياسى الذى دعا إليه أوباما .
كان الرئيس الروسى قد قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أن الإستراتيجية الأمريكية لدعم التغيير الديموقراطى في الشرق الأوسط قد جاءت بنتائج عكسية ، وأضاف أنه بدلاً من إنتصار الديموقراطية والتقدم أصبح هناك عنف وفقر وكوارث إجتماعية !!
يلزم أن أشير هنا إلى أنه في الوقت الذى تواصل فيه روسيا تعزيز تواجدها العسكرى في سوريا ، وبداية طلعاتها الجوية لدعم قوات الحكومة السورية في صـــراعها مع مسلحى تنظيـــم ( داعــــش ) ومقاتلى معارضة مدعومين من الغرب ، منيت إستراتيجية الولايات المتحدة لقتال ( داعش ) في سوريا بإنتكاسات جديدة ، حيث أعلنت وزارة الدفاع أمريكية ( البنتاجون ) أنها ستتوقف فترة عن تدريب وتجهيز مقاتلى المعارضة السورية ، إلى حين مراجعة هذا البرنامج الذى لم يؤد إلى نتيجـــة تذكر ، بينمـــا حذر تقريـــر أعده ( الكونجرس ) من أن نحو 30 ألف أجنبى توجهــــوا إلى العــــراق وسوريا للإنضمام إلى المتشددين منذ 2011 ، مؤكداً أن واشنطن تفشل في منع الأمريكيين من التوجه إلى خارج البلاد للإنضمام إلى التنظيمات المسلحة المتشددة .
وقال المتحدث باسم ( البنتاجون ) بيتر كوك : توقفنا لبعض الوقت في نقل مجندين من سوريا إلى مراكز التدريب في تركيا والأردن وذلك مع إجراء مراجعة لبرنامج الجيش الأمريكي !! تصريح إن دل على شيء إنما يدل على مدى الخسة الأمريكية والتواطؤ التركى الأردني ضد سوريا بسماحهما لأمريكا بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية على أراضيهما .
أما دويلة قطر فقد سارع وزير خارجيتها خالد بن محمد العطية ، وقال يجب على روســـيا الإصغـــاء ، لا دور للأسد في مستقبل سوريا !! وقاحة ما بعدها وقاحة . ولكن هذا واقع نتعامل معه ، ويسقط كل يوم بعض أوراق التوت لتكشف عورات بعض الأقزام في عالم اليوم !!
المؤسف هنا الموقف السعودى !! وها هو وزير خارجيتها يعلن : على الرئيس السورى بشار الأسد التنحى أو مواجهة خيار عسكرى رافضاً المبادرات الدبلوماسية لروسيا الداعمة للنظام السورى والتي دعت إلى قيام تحالف دولى ضد ( داعش ) ، وقال في تصريحات صحفية كما أوضحت ( لا مستقبل للأسد في سوريا )!! موضحاً أن هناك خيارين من أجل التسوية في سوريا ( إما عملية سياسية يتم خلالها تشكيل مجلس إنتقالى أو خيار عسكرى ينتهى أيضا بإسقاط الأسد ) !! ولم يتطرق الوزير السعودى إلى تفاصيل الخيار العسكرى ، لكنه ذكر صراحة أن الرياض تدعم قوى المعارضة التي تقاتل جيش النظام السورى وتنظيم الدولة !!
الآن … وبعد قرابة 5 سنوات على إندلاع الأزمة السورية ، أستطيع أن أقول أن الواقع يؤكد على تمكن بشار الأسد من إدارة الصراع في سوريا ، رغم تكاتف المجتمع الدولى ضده ، والمطالبة برحيله مراراً من قبل الإدارة الأمريكية .
وتوقعاتى تقول كما كنت أكتب من قبل سيرحل ( أوباما ) قبل رحيل ( الأسد ) وستنتصر إرادة الشعب السورى ، الذى أدعوه من هنا أن يلتف حول قيادته الوطنية المتمثلة في الرئيس بشار الأسد ، أما مسألة بقاء الأسد من عدمه فالشعب السورى وحده هو صاحب الكلمة الفصل . ويبقى سؤال هام مطروح : لماذا الموقف الأمريكي والدول التي تدور في فلكها ؟ يبدو أن الموقف الروسى فضح اللعبة الأمريكية !!اأن
وللحديث بقية …