بقلم: الدكتور غازي الفنوش
الفالج هو نوبة مفاجئة وشديدة يحدث خلالها انسداد أو تمزق في وعاء دمويّ دماغيّ فتتوقف التروية الدموية للمنطقة التي يغذيها ذلك الوعاء وينقطع معها الاوكسجين والمواد الغذائية التي يحملها له الدم في الحالة الطبيعية. فينجم عن ذلك شلل وخلل في الوظيفة التي يقوم بها الدماغ.
أعراض الجلطة الدماغيّة:
تظهر النوبة بشكل مفاجئ وتتطوّر غالباً خلال ساعات لتؤدي إلى نتائج غير محمودة. بسبب خطورة هذه الحالة، يعمل الأطباء والعلماء حول العالم على نشر التوعية بين الناس حول بعض المؤشرات والعلامات التحذيرية التي تنذر بقرب وقوع السكتة الدماغية، وحثهم على سرعة التوجه الى اقرب مستشفى في الثلاث او الأربع ساعات الأولى من حدوث الجلطة لما لذلك من دور بالغ الأهمية في إنقاذ حياة المريض، والتقليل من المضاعفات.
عند ملاحظة بعض المؤشرات وللتأكّد من أن الشخص مصاب بالجلطة الدماغية، يمكن استخدام ما يُسمى باختبار FAST المكون من الأحرف الأولى لأربع كلمات بالإنجليزية ويمثّل الأجزاء التي يعتمد عليها الإختبار:
Face وجه
Arms ذراعان
Speech نطق
Time وقت
الإختبار بسيط وسريع ويمكن لأي شخص القيام به إن لاحظ بعض الأعراض الأولية للجلطة الدماغية:
الوجه: يُطلب من الشخص أن يبتسم، فإذا كانت الابتسامة على جانب واحد من الفم فقط، فذلك يشير إلى الإصابة بالشلل النصفي.
الذراعان: يُطلب من الشخص أن يمد ذراعيه إلى الأمام، ففي حالة الإصابة بالسكتة الدماغية لن يستطيع المصاب رفع ذراعيه أو خفضهما معا.
النطق: يُطلب من الشخص أن يردد جملة ما، فإذا عجز عن ذلك أو كان صوته واهناً أو أهمل لفظ بعض الكلمات فالأمر يشير إلى الإصابة بالشلل النصفي.
الوقت: إذا عجز الشخص عن القيام بأحد الاختبارات الثلاثة السابقة الذكر، يجب طلب الإسعاف فوراً ووصف الأعراض ووقت ظهورها فعامل الوقت أساسي.
ومن المهم هنا عدم تقديم الطعام أو الشراب للشخص الذي يُشبته بإصابته بجلطة دماغية، لأن ذلك قد يؤدي لاختناقه بسبب عجزه عن البلع.
هناك عوامل كثيرة تزيد من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية منها السمنة، زيادة الوزن، قلة النشاط البدني، عدم ممارسة الرياضة، الإفراط في شرب الكحول، التدخين، تناول حبوب منع الحمل، داء السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
أنواع وأسباب السكتة الدماغية وطريقة علاجها:
السكتة الدماغية التي تحدث نتيجة لانسداد شريان تُسمّى (سكتة دماغية إقفارية) والتي تحدث نتيجة تمزق أحد الأوعية الدموية أو انفجارها تُسمّى (سكتة دماغية نزفية) أما التي تحدث نتيجة انخفاض مؤقت في تدفُّق الدم إلى الدماغ فتسمّى (النوبة الإقفارية العابرة أو TIA).
السكتة الإقفارية:
تُشَكِّل 80 بالمئة من السكتات الدماغية. وتحدث عندما تصبح الشرايين التي تمد الدماغ بالدم ضيقة أو مسدودة ، مما يتسبب في انخفاض شديد في تدفق الدم (الإقفار) ، وتحدث حين تتكون جلطة دموية (الخثرة) في أحد الشرايين التي تمد الدماغ بالدم، أو بسبب تراكمات دهنية في الشرايين تسبب انخفاض جريان الدم ونقص في التروية الدموية للدماغ . وعلاجها يكمن في استخدام أدوية لتفتيت الجلطات، وعادة يحَقن منشط البلاسمينوجين النسيجي (TPA) في الوريد كعلاج رئيسي، هذا وقد يضطر الطبيب لازالة الخثرة بواسطة القثطرة.
السكتة الدماغية النزفية:
تحدث عندما تتمزق الاوعية الدموية في الدماغ نتييجة ارتفاع ضغط الدم، أو زيادة في جرعة العلاج بمميعات الدم، كما تحدث بسبب وجود نقاط ضعف في جدران الاوعية الدموية المشوهة خلال فترة التشكل الجنيني داخل الرحم. علاج هذه الجلطة يكون بالتركيز على السيطرة على النزيف وتخفيف الضغط على الدماغ.
النوبة الإقفارية العابرة أو المصغرة (TIA) :
الأعراض تُشبِه تلك الأعراض الخاصة بالسكتة الدماغية لكنّها تحدث لفترة قصيرة من الوقت، وتنجم عن انخفاض مؤقَّت في إمداد الدم لجزء من المخ والتي قد تستمرُّ لعدة دقائق. لكن وإن بدأت الأعراض في الاختفاء، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية كاملة في المستقبل .
تشخيص السكتة :
يتم ذلك بالفحص السريري والقصة المرضية، وكذلك بالتصوير الطبقي المحوري للدماغ، والتصوير بالرنين المغناطيسي لتكوين صورة مُفصَّلة للمخ بهدف الكشفَ عن أنسجة المخ المتضررة بسبب السكتة الدماغية.
العلاج :
تدل الابحاث العلمية بانه كلما كان وقت المعالجة مبكرا كلما كانت النتائج أفضل ومن الاهمية بمكان أن يتلقى المريض علاجاً فيزيائيّاً ووظيفياً بعد اصابته بالسكتة الدماغية لمساعدته على الإعتماد على نفسه خلال حياته اليومية. كما ويُنصح ان يجري فحوص مخبرية منتظمة لمتابعة درجة تميع الدم.
وللوقاية من هذا المرض ينبغي على كل منا معرفة عوامل الخطر لديه، كما يتوجّب عليه ضبط ضغط الدم المُرتفع وممارسة الرياضة، وحسن إدارة التُّوتر، والمحافظة على وزن صحي، وخفض مقدار الكوليسترول.
في سرعة العلاج أفضل النتائج