بقلم: حسّان عبد الله
كانَ لبعضِ القصائدِ العربيةِ الموزونة والفصيحة دورٌ كبيرٌ عند كبار الملحنين الذين لحّنوها لعَمالِقةِ الغناء العربي في الوطن العربي المصري فأعطوها رونَقًا مميَّزًا وتداولتها جميع الأقطار العربيّة في وسائل الإعلام.
ومن هذه القصائد قصيدة الشاعر المصري كامل الشناوي الذي ألّفَ قصيدة لا تكذبي وهذه بعض أبياتها:
لا تَكْذِبي إنّي رَأَيْتُكُما معًا
وَدَعي البُكاءَ فقدْ كَرِهْتُ الأَدْمُعا
ما أَهْوَنَ الدَّمْعَ الجَسورَ إذا جَرى
مِنْ عَيْنِ كاذِبَةٍ فَأَنكَرَ وَادَّعى
إِنّي رَأَيْتُكُما ، وَإِنِّي سَمِعْتُكُما
عيناكِ في عَينَيْهِ في شَفَتَيْهِ في كَفَّيْهِ في قدَمَيْهِ
وَيَداكِ ضارِعَتانِ تَرْتَجِفانِ مِنْ لَهَفٍ علَيْهِ.
وقصيدة الشناوي على البحر الكامل لحَّنها الموسيقار الكبير محمّد عبد الوهّاب وغنَّاها بصوته العذب كما غنّاها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وغنَّتها المطربة نجاة الصغيرة ، أي توافق المطربون الثلاثة على غنائها ، كُلٌّ بصوتِهِ دون أيِّ خِلاف .
ويقال أنَّ الشاعر كان يعشق الفنّانة الكبيرة نجاة الصغيرة ويريد الزواج منها وهو الذي ألّف لها هذه القصيدة عندما علم من شقيقتها سندريللا الشاشة سعاد حسني بأنّها تحبُّ رجلًا آخر وستتزوج منه فكانت قصة حب عاطفية من طرف الشاعر لأنّ نجاة لم تبادله نفس الشعور .
وإذا انتقلنا إلى سيّدة الطرب أم كلثوم فقد غنّتْ قصائد موزونة عديدة نذكر منها على سبيل المثال قصيدة الرّمل للشاعر السوداني الهادي آدم الذي خاطب حبيبته بصيغة المذكر قائلًا لها:
أَغَدًا أَلْقاكَ؟ يا خوفَ فؤادي مِنْ غَدِ
يا لَشَوْقي واحتِراقي بانتِظارِ الموْعِدِ
آهِ كمْ أخشى غدي هذا وأرْجوهُ اقتِرابا
كُنْتُ أسْتَدْنيهِ لكنْ هِبْتُهُ لمّا أَهابا
كذلك الأمر عندما غنّت هذه ليلتي للشاعر جورج جرداق وقد جاء فيها :
هذه ليلتي وحُلْمُ حياتي بينَ مَاضٍ منَ الزمانِ وَآتِ
الهَوى أَنْتَ كَلُّهُ والأَماني. فَامْلَأِ الكَأسَ بالغرامِ وهَاتِ
قصيدة موزونة على البحر الخفيف .
وهناك الكثير الكثير من القصائد الفصيحة التي غُنِّيَتْ من كبار الفنانين وما زالت تتردد على أسماعنا حتّى يومنا هذا.