بقلم: داوود سليمان
المنفعة جزء و محرك في حياة الإنسان و التي يجب أن نسعي للحصول عليها . المنفعة بحد ذاتها هي استفادة نصنعها و نقدمها للآخرين ، فهي عمل و مجهود نتممه لنحيا بتغير وتقدم للأفضل في نواحي الحياة . و ملاحظتي هي أن هناك معلمين ذو معرفة و مقدرة يجب أن نستفيد منهم . البعض ذو موهبة و مقدرة في التعليم لكي يفيد الآخرين لانه سبق و استفاد قبلا . و هنا لا اتكلم عن معلم المدرسة الذي يعلم تلاميذه ، و لا اقصد من تعلم و نال مؤهلات ليعمل كمحامي أو طبيب أو مهندس . هؤلاء تعبوا و اجتهدوا و هم يفيدون الآخرين ولكن بأجرة وراتب لأجل عملهم .
أما المنفعة الروحية ، و هي مختلفة تماما ، لأنها ترتبط بالله مع الإنسان أو الإنسان و علاقته مع الله . هذه هي المنفعة الحقيقية ، الاستفادة التي من الله
المنفعة الروحية ضرورية لنبحث عنها لأنها الاضمن و الاثبت و الأهم لحياتنا علي الارض لأننا راحلون.
بحسب الكتاب المقدَّس نقرأ في مزمور ٩٠ أن ايام سنينا هي سبعون سنة وان كانت مع القوة فثمانون سنة و افخرها تعب وبلية لأنها تقرض سريعا فنطير .
لذلك احتاج الى معلم و مرشد كما احتاج الرجل الحبشي ، في أعمال الرسل و اصحاح ٨ ، قال لفليبس ، كيف يمكنني أن افهم أن لم يرشدني أحد ؟ ففتح فليبس فاه و بشره بيسوع و السؤال :
ايهمك أن تفكر في المنفعة الحقيقية بالنسبة للاخرة ؟؟ ايهمك أن تفكر بعقلك في الله الذي معه أمرنا و اليه راجعون ؟
اذا كان الأمر يهمك ،فهذا جيد ، فعليك أن تبحث عن معلمين احياء في حياة طاهرة و ايمان نقي حقيقي أو معلمين فارقوا الحياة و تركوا لنا رسالة سماوية مصدر حيّ للتعلم . و هذا نجده في الكتاب المقدس وحده ، لأن كل الكتاب هو موحي به من الله و نافع للتعليم . و الكتاب المقدس يقول ، أنه سيكون معلمين و الصنف الأول و نقرأ عنهم في الرسالة الي تيموثاوس الثانية و الاصحاح ٤ و عدد ٣ ، منهم هم الذين نختارهم و نجمعهم ليعلمونا ما نحن نريد و بحسب رغبة و افكار الجسد و العالم. .
و الصنف الثاني و نقرأ عنهم في رسالة تيطس الاصحاح ١ و عدد ١١ و هم معلمين و ذو مقدرة على تعليم الآخرين و لكن علم غير نافع بل للهدم و خراب البيوت. .. و الكتاب المقدس لم يتركنا عرضة و فريسة لهؤلاء و لكنه يعلمنا و يقول في انجيل متى ١٠:٢٣ لا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد هو المسيح لنحذر و ننتبه و نفحص التعليم و من الذي يعلمنا و ماذا نستفيد منه..
كنت افكر كيف يمكن أن يكون المسيح معلم وليس موجود معنا بالجسد ؟ الجواب هو حاضر في كل حين و قال ها أنا معكم كل الايام و الي انقضاء الدهر .
هو وحده المدرسة و المعلم و الكتاب و يجب أن نتعلمه و نبشر به لكي نستفيد ، لانه ترك لنا مثالا حيا لنتبع خطواته و ترك لنا كتابا حيا ناطقا لنتعلم منه . فكل الأنبياء و الرسل تعلموا من المسيح الرب و الان دورك أن تتعلم منه ، فهو وحده المعلم الصالح و الراعي الصالح ، الذي جاءنا من فوق ، فهو المعصوم و الكامل ومنه نتعلم و نستفيد و نكتسب حكمة و نزداد فهما صحيحا لكل عمل نقوم به و هكذا نتغير في داخلنا و نفيد الآخرين
و الي اللقاء في العدد القادم