بقلم: يوسف زمكحل
كانت بسنت البالغة من العمر سبعة عشر عاماً تعيش في إحدى القرى التابعة لمحافظة الغربية بمصر وكانت تملك وجها ملائكياً عبارة عن عينان زرقتان وشعر أسود كسواد الليل وأنف صغير يقف في شموخ وعظمة وكبرياء ووجنتين يميلان إلى الأحمرار وشفتان منطلقتان وكانت بسنت تعيش مع والديها وأختها وأخوها وكانت بسنت تذهب إلى المدرسة حيث كانت بالصف الثاني الثانوى وكان كل شئ على مايرام إلا أن في يوم من الأيام وعند عودتها إلى منزلها تعرض لها مجموعة من الشباب فبدأوا يغازلونها وقال لها أحدهم مساء الخير يا جميل محسوبك أسمه محمد حسن تالثة ثانوي ولم ترد بسنت بكلمة واحدة وأكملت طريقها نحو المنزل وتكرر نفس المشهد في اليوم التالي ولم تنطق بسنت بكلمة واحدة فقال لها الشاب الذي أعترضها في المرة الأولى أنتِ شايفة نفسك على إيه أنت مش عارفة أنا مين أنا أكبر واحد في الناحية دي أنا حخليكي تيجي لي وتترجي فيا ولم تبال بسنت بما قاله هذا الشاب .
وبعد عدة ايام عادت بسنت إلى منزلها لتستقبلها أمها بالدموع وتصفعها على وجهها قائلة أنت جبتيلنا العار وبسنت في صدمة مما يحدث وتسألها فيه إيه يا ماما وتقول لها أمها مش عارفة فيه إيه دي صورك وألا مش صورك فتمسك بسنت بالصور وتصرخ بسنت لا لا وبدأت تبكي أقسم بالله يا أمي دي مش أنا مش أنا دي مش أخلاقي أنت ربتيني أحسن تربية وتنظر الأم إلى بسنت وملامح وجهها فقد رأت الصدق في عينيها وفي لحظة حضنت الأم أبنتها بعد أن هزت كيانها دموع بسنت وصراخها وسألتها أمها طيب فهميني يا بنتي إيه الموضوع ده لو أبوك شاف الصور دي حيقتلك ويقتلني معاك فقصت بسنت على أمها قصة الشباب الذين أعترضوها وتوعدوا لها بالأنتقام منها لأنها رفضت أن تجاريهم .
في اليوم التالي ذهبت بسنت إلى المدرسة لتفاجئ بنظرات الفتيات إليها ولكنها لم تعرف السبب ودخلت بسنت إلى الفصل وهي تشعر بشئ غريب وفجأة دخل أستاذ الكيمياء إلى الفصل وبدأ يشرح درس الكيمياء ثم سأل بسنت فاهمة فقالت أيوه يا أستاذ فرد عليها الأستاذ كويس أنك فاهمة ده أنتِ بقيتي تريند على إجهزة التواصل الأجتماعي أكثر من شيماء فتاة التيك توك وعند هذه اللحظة عرفت بسنت نظرات الفتيات إليها وقالت بصوت عالي أنا بريئة وخرجت بسنت من الفصل لتجري والدموع تنهار من عينيها ودخلت بسنت إلى المنزل لتجد كل من في المنزل ينظر إليها نظرات كلها إتهام فتقول لهم بسنت أنتم كمان وتدخل إلى غرفتها وتقفل على نفسها .
في اليوم التالي فتحوا الباب على بسنت بعد أن كسروا الباب عليها ليجدوها على فراشها جثة هامدة ويجدوا ورقة بجوارها كتبت فيها أنا ذاهبة إلى العالم الذي لا ظلم فيه فأنا بريئة بريئة بريئة .!