قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن اليوم الأربعاء أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيتبنى مفهوما استراتيجيا جديدا خلال قمته المقبلة المقررة في العاصمة الإسبانية مدريد خلال أسابيع قليلة.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع السكرتير العام للحلف ينس ستولتنبرج ونقله تلفزيون “سي إن إن” الأمريكي- أن المفهوم الاستراتيجي الجديد يهدف إلى تعزيز إمكانية مواجهة تحديات اليوم والتحديات المستقبلية، ويشمل ذلك المشهد الأمني الحالي الجديد بالنظر للحرب في أوكرانيا وأنشطة الجماعات المسلحة والأمن السيبراني والصداقة بين روسيا والصين وجهودهما لإضعاف النظام الدولي الذي يعد أساس الأمن والسلم حول العالم بالإضافة إلى التداعيات الأمنية لتغير المناخ”.
كما أضاف بلينكن أنه سيجري العمل على تقوية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والشركاء بمنطقة المحيط الهندي والهادي ودعم ميزانية حلف الناتو.
ولفت إلى قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم بإرسال المزيد من الدعم إلى أوكرانيا يهدف لدعمها في قتالها ضد روسيا ووضعها في أقوى موقف ممكن على أي طاولة مفاوضات تقام، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وجميع أعضاء الناتو ملتزمين وموحدين لضمان قدرة أوكرانيا على الدفاع عن سيادتها واستقلالها.
وأعرب وزير الخارجية عن دعم بلاده لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو وأنهما تعدان مؤهلتان للانضمام في أقرب وقت ممكن وأنهما ستقويان الحلف الذي يعد أقوى تحالف دفاعي في التاريخ.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستستمر في شراكتها القريبة مع البلدين حتى اكتمال انضمامهما وستظل متيقظة ضد أي مخاطر على الأمن المشترك وتعمل على ردع ومواجهة أي عدوان أو تهديد بالعدوان.
وبشأن أزمة الغذاء بسبب محاصرة 20 مليون طن من صادرات القمح الأوكراني بالموانىء قال بلينكن إنه يجري دراسة كل طريق ممكن لإخراج القمح والحبوب من أوكرانيا إلى أسواق العالم.
أما الأمين العام لحف شمال الأطلسي “ناتو”، ينس ستولتنبرج، فقال – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، اليوم الأربعاء، بالعاصمة واشنطن – إن الولايات المتحدة تلعب دورا لا يمكن الاستغناء عنه في الرد على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مشيدا بدعم واشنطن لكييف الذي وصفه بأنه يحدث فارقا في ساحة المعركة كل يوم.
كما أعرب ستولتنبرج عن ترحيبه بالحزمة الأخيرة من المساعدات العسكرية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، صباح اليوم الأربعاء، مؤكدا أنه يجب منع الصراع من التصاعد، وأنه من أجل ذلك عمل الحلف على تزويد تواجد القوات في الأجزاء الشرقية منه.
كما أعرب عن شكره للولايات المتحدة لتزويد وجودها في جميع أنحاء أوروبا من خلال نشر أكثر من مائة ألف جندي مدعومين بقوات جوية وبحرية، لافتا إلى أن الحلفاء الأوروبيين وكندا عملت على التزويد بالجنود وكثفت الإنفاق في المجال الدفاعي.
وأوضح أن قرار فنلندا والسويد بالتقدم بطلب للانضمام إلى الناتو يعد تاريخيا ويعمل على تعزيز الحلف.
ولفت أنه ناقش اليوم مع بلينكن القرارات المهمة التي سيتم اتخاذها خلال قمة الحلف التي ستنعقد في وقت لاحق الشهر الجاري في مدريد، من بينها أنه سيتم الاتفاق على مفهوم استراتيجي جديد خاص بالحلف والذي يهدف إلى تعزيز الدفاع والردع والاستعداد لعصر سيزداد خلاله المنافسة الاستراتيجية مع قوى مثل روسيا والصين.
وتابع “سيشمل المفهوم العمل بصورة وثيقة مع الشركاء في آسيا والمحيط الهادئ وحلفائنا الأخرين في جميع أنحاء العالم”، منوها إلى أنه تم مراجعة التقدم الذي تم إحرازه ..مؤكدا “يجب مواصلة الاستثمار في مجال الدفاع والاستثمار في الناتو .. وأن تعمل أمريكا الشمالية وأوروبا معا من خلال ناتو قوي بإمكانه أن يجعل الأشخاص آمنين في عالم أكثر خطورة”.
وقال ستولتنبرج “لا يمكن التنبؤ بالحرب، ومع ذلك كنا قادرون على التنبؤ بالعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، لكن من الصعب التنبؤ كيف ستتطور تلك الحرب .. ما يجب معرفته هو أن جميع الحروب تنتهي في بعض المراحل على طاولة المفوضات .. لكن ما يحدث في الوقت الحالي على طاولة المفاوضات هو بالطبع يعتمد بالكامل على قوة الوضع في ساحة المعركة .. وذلك ما نفعله نقوم بدعم الأوكرانيين”.
كما أعرب عن ثقته في القيادة السياسية في أوكرانيا التي بإمكانها إصدارالأحكام الصعبة واتخاذ القارات بشأن المفاوضات وما الذي توافق عليه.
المصدر : أ ش أ