قال الكرملين يوم الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استضاف نظيره السوري بشار الأسد في روسيا لإجراء محادثات بشأن الحاجة للانتقال من العمليات العسكرية إلى البحث عن حل سياسي للصراع السوري.
وتحاول روسيا تحقيق توافق دولي حول اتفاق سلام في سوريا بعد عامين من بدء التدخل العسكري الروسي الذي حول دفة الصراع لصالح الأسد.
ومن المقرر أن يلتقي بوتين الأربعاء مع زعيمي إيران وتركيا وهما القوتان الأخريان الضالعتان بقوة في الصراع السوري. وقال إنه سيجري، بعد محادثاته مع الأسد، اتصالات هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء في الشرق الأوسط.
وينصب تركيز جهود السلام الروسية على عقد مؤتمر لشعوب سوريا يفترض أن يشمل كل الجماعات العرقية والأطراف المتحاربة في البلاد.
وتعثرت المحاولات السابقة للتوسط في اتفاق سلام بسبب تباين مواقف ونهج القوى المعنية في الصراع، إذ تدعم إيران وروسيا وجماعة حزب الله اللبنانية الأسد بينما تدعم الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية معارضي الرئيس السوري.
ويقول بعض المطلعين على تفكير الكرملين إن روسيا ستصر على بقاء الأسد في السلطة من أجل التوصل لاتفاق سلام مادامت مؤسسات الدولة السورية سليمة.
وقال بوتين للأسد “أود بشدة أن أناقش معكم المبادئ الرئيسية لتنظيم العملية السياسية وعقد مؤتمر شعوب سوريا الذي تدعمونه.
”أود أن أستمع لتقييمكم للأوضاع اليوم وآفاق تطورات الوضع بما في ذلك وجهة نظركم تجاه العملية السياسية التي، في رأيي، يجب أن تجري في نهاية الأمر تحت رعاية الأمم المتحدة“.
وكان بوتين التقى بالأسد آخر مرة في 20 أكتوبر تشرين الأول في 2015 بموسكو بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سوريا تغلبت على مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد ودعمت القوات الحكومية المتعثرة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن الأسد مكث على الأراضي الروسية أربع ساعات. وهذه أول رحلة معلنة للأسد خارج سوريا منذ زيارته لموسكو في عام 2015.
وقال الأسد، الذي كان يرتدي بدلة سوداء ويجلس مع بوتين وبينهما مائدة صغيرة، للزعيم الروسي إن المضي قدما في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم خاصة بعد الانتصار على ”الإرهابيين“. وأضاف عبر مترجم أنه يعتقد أن الوضع الآن على الأرض ومن الناحية السياسية يسمح بتوقع إحراز تقدم في العملية السياسية. وقال إنه يعتمد على دعم روسيا لضمان عدم تدخل لاعبين خارجيين في العملية السياسية.
وقال الأسد إنه لا يريد النظر إلى الوراء ويرحب بكل الذين يريدون حقا التوصل لحل سياسي وعبر عن استعداده للحوار مع هؤلاء.