بقلم: يوسف زمكحل
لا شك أن جميع المصريين عاشوا أوقات عصيبة وهم يشاهدون مباراة مصر والكونغو الآخيرة في تصفيات كاس العالم المقامة في روسيا 2018 حتى تقدمت مصر بهدف أحرزه فتاها البطل محمد صلاح في الشوط الثاني من المباراة ثم في غفلة أحرزت الكونغو هدفها القاتل في الدقائق الاخيرة من المباراة لتصيب الجميع بسكتة دماغية ولكن بعزيمة الأبطال أستطاع نجمها ونجم ليفربول الإنجيلزي محمد صلاح أن يحرز هدف التعادل من ضربة جزاء صحيحة هي بمثابة قبلة الحياة التي اعادت الحياة لجميع المصريين والحقيقة عندما تأملت كل أحداث المباراة لا أدري قارنت أحداثها بالأحداث التي مرت بمصر منذ ثورة 25 يناير 2011 وهي تمثل الهدف الأول الذي أحرزه صلاح ثم أنقضاض الإخوان على الثورة وهو يمثل هدف الكونغو في الوقت القاتل والذي كاد أن يصيب مصر بالإنهيار إلى أن جاء عبد الفتاح السيسي ويمثله هنا محمد صلاح ويحرز هدف النصر قبل أن تنهار مصر ليعيد الأمل والفرحة مرة أخرى ليس لمصر فقط بل للعرب جميعاً . والحقيقة لقد كان يوماً رائعاً في تاريخ المصريين فهم لم يبخلوا على فريقهم باي شئ فزحفوا وراءه جميع أطياف الشعب نساء ورجال وشيوخ وأطفال في مشهد جميل نادراً ما نراه في الملاعب التي حُرِمت من جماهيرها بعد أحداث مباراة بور سعيد المؤسفة إلا من مباراياتها الدولية فقط والمهم هو أن لا ننسى دور الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي تحمل أشد أنواع النقد اللاذع من أجل الوصول بالمنتخب الوطنى للمونديال .ولا ننسي إتحاد الكرة الذي سخر كل إمكانياته لراحة الفريق وإخراج هذه المباراة بالشكل الذي يليق بمصر وتاريخها ومكانتها ولقد تأكدت أن مصر فعلاً دولة مؤثرة فرأيت وسمعت أن العالم كله كان يتابع هذه المباراة بإهتمام بالغ وعبَّر الكثيرين بعد المباراة عن فرحهم البالغ بفوز مصر وعبورها إلى المونديال والحقيقة أن فوز مصر سيعطي الأمل للكثيرين على كل المستويات حيث أن لعبة كرة القدم وخصوصاً في مصر أصبحت من الأشياء التي تسعد المصريين وتجمعهم وتوحدهم في المباريات التي يلعب فيها المنتخب الوطني فتجد الأعلام المصرية ترفرف في الإستاد في منظر يدعو للفخر بهذا الوطن وأخيرا لابد أن تدعم الدولة كل أنواع الرياضة ولا يقتصر دعمها على لعبة كرة القدم فقط فهناك أبطال يحرزون مداليات ذهبية وفضية وبرونزية ويحصدون البطولات ولا أحد يشعر بهم وأرجو أن يعيد المدرب كوبر ترتيب أوراقه وخططه الفنية وخصوصاً بعد أن أستطاع تحقيق الهدف وهو الوصول لمونديال روسيا فنأمل أن نرى المنتخب المصري وهو يُمتعنا فنيا أمام منتخبات العالم الأخرى وأخيراً مبروك لمصر وللعرب جميعاً ولكل من يحب بلدنا العظيم مصر .