بقلم: يوسف زمكحل
من يعتقد أن الغرب هو العالم المثالي فهو واهم ويلزم عليه أن يقرأ الأحداث بكل تفاصيلها لكل ما يحدث حوله في هذا العالم غير الأمين الكاذب والمستبد يتكلم عن حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان عندما يكون الموضوع يخص قضية أو حاكم في العالم الثالث ، وتسمع منهم الأعاجيب فهم يتكلمون عن حقوق الإنسان الضائعة في العالم الثالث والظلم والأستبداد والديكتاتورية التي تعم معظمه وتجد نفسك تقول يا سلام الله على الديمقراطية وجمالها وتشرد بعيداً وتتمنى وتحلم أن تسود الديمقراطية وحقوق الإنسان التي ينادون بها في بلدك الأم الذي أنت هاجرت منه ثم تستيقظ فجأة عندما يحدث الحدث الكبير وترى الظلم البيّن من دولة محتلة ضد شعب أعزل يرى كل ألوان العذاب في حياته ويومه من موت وتشريد وتجويع وتعطيش لتجد كل هذه المبادئ الذي ينادي بها الغرب الكاذب من حرية وديمقراطية وحقوق إنسان ما هي إلا ستار يغطي استبدادهم وظلمهم وجبروتهم بعد أن كنا أعتقدنا أن هذا العالم قد ندم على أجرامه التي عانت منه كل الشعوب العربية وغير العربية في أزمنة ولت وأنتهت .
تجد كل من يقول رأيه ضد ما يحدث في غزة من قتل الأبرياء وتدمير المنازل والمستشفيات حتى المساجد والكنائس لم تسلم من التدمير والأصعب قتل العائلات بأكملها وأطفال أبرياء لا حول لهم من قوة تجدهم ينظرون إليه نظرة عنصرية ويفصلوه من عمله كما فعلت جريدة الجارديان الإنجليزية مع رسام الكاريكاتير الشهير ستيف بيل الذي يعمل لديها منذ أربعين عاماً لأنه رسم كاريكاتير يسيئ فيه إلى نتناياهو رئيس وزراء إسرائيل وكما فعلت إذاعة البي بي سي الإنجليزية التي فتحت تحقيقاً عاجلاً بسبب منشورات محرريها لدعم فلسطين وكم من دولة أوروبية منعت في أول الأمر خروج المظاهرات التي تعارض الهجوم الإسرائيلي على غزة إلا أن الأمر خرج عن السيطرة وخرجت المظاهرات تندد بوحشية ما يحدث في غزة من قتل وتدمير وتجويع .
والأغرب بعد هذه الجريمة خرجت جميع قيادات الغرب تؤيد بعنصرية عجيبة دعمها المطلق لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها ولم يتكلم أحد عن حقوق الفلسطينيين أو يتكلم عن وقف إطلاق نار أو حتمية عودة طرفي الصراع إلى مائدة المفاوضات وقاموا بإرسال أسلحة ومال دعماً لإسرائيل مؤكدين رغبتهم في أستمرار هذه الحرب الوحشية ضد شعب أعزل لا حول له ولا قوة .!