بقلم: سناء سراج
كانت (ملك) مثل أي سيدة تعيش حياة طبيعة مختلطة بين هدوء وعاصفة بين حب وأحيانا كره بين مناقشات حادة وساعات صفا وود، وتمضي بها الأيام بين ذاك وذاك وتستمر الحياة هكذا.
وفي يوم من الأيام خرجت مع زوجها(مروان) لزيارة اخو زوجها وركبت معه السيارة وهي تحمل ابنتها (حبيبة) وهي تحتضنها بل وتتشبث بها حيث أنها عاشقة للبنات وخاصة أنها ابنتها الوحيدة.
وفي الطريق أدار زوجها مؤشر الكاسيت وجاء عبر الأثير صوت يشبه النبع الصافي المتدفق بالحب وأيضا الحزن أنه صوت العندليب الذي تعشقه.. ملك .. بل أنها متيمه به منذ سنوات ، جاء صوته وكأنه يراها من العالم الآخر وكأنه يشعر بها وبنبض قلبها المتعرج في صدرها ، وإذ بها تنساب الدموع من عينيها مع كلمات مست قلبها ، ولمست وجعها ، كلمات أغنية أي دمعة حزن لا أي جرح في قلب لا أي لحظة حيرة لا لا .
ويا حزناه لقد ضغطت كلمات الأغنية ونغماتها وصوت العندليب الذي يسرى يخترق القلوب بلا استئذان علي الألم ، على الجرح الغائر ، وبكت معه بكاءً دامي ألهب وجنتيها وتساقطت حبات دموعها علي جدران قلبها ، وكأن القدر أرسل إليها من يواسيها ويربت على رفات قلبها الجريح .
وحاول مروان زوجها سبب حزنها وجراحها أن يهدئ من روعها ويخفف عنها ، وهو لا يدرى انه سبب عذابات قلبها .
ولم تجد غير أنامل صغيرتها حبيبة تمتد لتمسح دموعها ، وأغرقت عين.. حبيبة.. الجميلة بالدموع حزنا على أمها ، فاحتضنتها.. ملك.. وبكيا سويا.
وظلت تواسيها وبدأت ملك تتمالك نفسها قليلا وقبلت يدي حبيبة ، وعادت بالذاكرة ونظرت لمن يواسيها وكيف لا يدرك انه سبب جراحها وآلامها وانهيار دموعها ، لقد غدر وخان وباع الحب الكبير وترك مكانه جرح كبير لا يندمل أبدا حتى لو كانت خيانته انه أحب أو تعلق أو فكر في واحدة أخرى غير حبيبة عمره .
وملك لا تستطيع أن تستوعب ما حدث ولا تستطيع ترميم الشرخ العميق الذي تركه في قلبها وحياتها وكان سبب انهيار دموعها .
وهي بجواره في السيارة ، أرادت أن تختبره، حيث من عدة أيام سابقة ، قامت بشراء خط تليفون ورقم جديد لا يعرفه وأرسلت له عدة رسائل من هذا الرقم وحاولت أن تفهمه أنها معجبة به وتحبه ولا تستطيع التحدث إليه لأنها أجرت عملية جراحية ولا تستطيع الكلام لذا تراسله .
وخبأت الهاتف في يدها الأخرى وهي معه في السيارة، وقامت بالاتصال به وهو بجوارها ، وكانت تداري الهاتف بأبنتها حبيبة ذات الأربع أعوام وهي تحملها .
ورن هاتفه ونظر للهاتف ولم يرد ، فسألته ملك مين ؟
قال لها لا .. دا رقم غريب ، ومرت فترة وأخذت موبيل مروان زوجها بحجة إجراء مكالمة لان رصيدها خلص ونظرت علي رقمها الجديد الذي لا يعرفه فوجدته مسجلة باسم، أ / غريب ..
وهنا كانت الطعنة الخفية بالنسبة لها ، مجرد اهتمامك واحتفاظه بالرقم الذي يرسل له رسائل الحب والعشق هذا بمثابة خيانة ، خيانة للروح ،خيانة للذات ، فبكت وبكت بدموع غزيرة حتى جاء صوت العندليب يواسيها..
أي دمعة حزن لا أي جرح في قلب لا.. أي لحظة حيرة لا.. وهذه كانت حكاية غنوة.
وأترككم مع رائعة أي دمعة حزن لا لا ..أي جرح في قلب لا لا .. ليستعيد كل إنسان ذكرياته مع حكاية غنوة . دمعة حزن لا
أي دمعة حزن لا لا
أي جرح في قلب لا لا
أي لحظة حيرة لا لا
حتى نار الغيرة لا لا
عايشين سنين أحلام
دايبين فى أحلى كلام
لا عرفنا لحظة ندم
ولا خوف ولا خوف من الأيام
قلبي دق دق دق
قلت مين على البيبان دق
قال لي إفتح دا الزمان
قلت له يا قلبي لأ