شعر: نسرين حبيب
.. وَوَقَفْتَ تحتَ نافِذَتي
وَالظُّلمَةُ دامِسَةٌ
تَستَجدي عاطِفَةً مُشَرَّدَةً
في غَيْهَبِ اللَّيل
فَكَحَّلَ ظلُّ القمرِ الباهِت
طرفَ أَهدابِك
مُسْدِلًا على عَيْنَيْك سِتارًا سَرمَدِيًّا
فَباتَتا تَنضَحانِ براءةً واستِسلاما..
وَضِعْتُ في مَخيضِ عِشقِك
في لَحْظَةٍ ثَكلى
حَنَّطْتُ الوَقتَ
جَمَّدْتُ آلةَ السَّفَرِ عبر الزّمَن
وَوَقَفْتُ أمام نافِذَتي
خلفَ قُضباني
سجينةً طَوْعِيَّةً تَتَصَوَّفُ الأحاسيسَ
تَكْتَسِبُ ذوقًا رفيعًا في العَناء
في حالَةٍ ما بينَ الهَذَيانِ والطّوفان..
وَرَتَّبْتُ حقائِبَ الحِواراتِ والكلمات
لكنِ التّاريخَ أَخطَأ ميعادَه
وتاهَ في لَحَظاتِ الشّغفِ والرّغبة..
مَلَلْتُ وَداعَنا المُتَكَرّر
وهذا البَذخَ في تَهديدِ المَشاعر..
علاقةُ نَهَمٍ تَستحقُّ القَتلَ
حالَةُ إعدامٍ مُستَباحَة..
ها نحنُ نحتَسي السّقمَ جرعةً جرعة
نَتَضَوَّرُ عِشقًا.. نَرتَوي سُمًّا
نَرتَشِفُ السّكينَةَ ونَذوي
نَتَقَيَّأُ الأنانيةَ وَنَخبو
وَنَجرُّ أذيالَ خَيْبَةٍ صَمّاءَ
لا نَجرؤ فيها على..
إغلاقِ نافِذة.