بقلم: كيندة الجيوش
أقيم حفل في مونتريال اخيراً لتكريم الشاعر والكاتب والمغني الكندي الكبير ليونارد كوهين وشارك فيها العديد من الفنانين الكنديين والعالميين.
ولكن مفاجأة الحفل التأبيني الذي حضره الآلاف كانت حضور رئيس الوزراء جاستن ترودو وزوجته صوفي في مونتريال. والقى ترودو وزوجته كلمة رفعا فيها من شأن المغني الراحل الذي كانت تربطهما به صداقة شخصية.
الجميل في هذا الموقف هو ليس قيام ترودو بتكريم كوهين وحده بحضوره الحفل وإنما أيضا تكريم ومشاركة الجمهور الكندي الذي حضر الحفل.
السياسي الماهر هو قبل كل شيء جزء وفرد من الشعب ويشعرهم بوجوده ومشاركته لهم ليس في كبريات الأمور والملمات فقط وإنما في تفاصيل حياتهم اليومية. وهذا امر يتقنه ترودو وهو ناتج عن صدق في التفكير والتعامل.
ولكن نتوقف هنا عند مفهوم الحكم والنظام الديمقراطي الذي يسلح القيادات – كبيرها وصغيرها- بأدوات وادوار تمكنهم من ان يكونوا قريبين من الشعب، لا وبل صوت وإحساس وفكر الشعب في آن
وطبعا هو ليس نظام مثالي يعف عن الأخطاء فهي تحصل في كل انواع الأنظمة ولكنها اسهلها اصلاحا في النظم الديمقراطية. وكندا منها ونحن محظوظين بهذا النوع من النظام والحكم.
ونعود الى كوهين وكلماته التي جعلت منه كنديا كبيرا وإنسانا رفيع الفكر .. ومنها: «ان أسلحة الدمار الشامل الحقيقية هي قلوب الناس القاسية.»
وقال:»لا احد منا يملك قدرة وكلما كبرت بالسن ادركت اكثر بأنني لست أنا من يدير الأمور في الحياة.»
وقال:»أنا لا أفكر بنفسي بأنني شاعر ومغني او اَي شيء اخر. ان واجب ان أكون رجلا هو أكبر من كل ذلك.»