بقلم : أمال مذهر
بصفاء الفكر والذاكرة تواردت في خاطري أشجان وشجون تراود حبيباً من نشوة الشوق والحنان لمعشوقته أذ اصبح في حالة جنون بسبب ابتعادها عنه تاركة القلب الولهان يواسي حاله في التعبير ربما تطفئ نار اللوعة والحرمان من عشق قلبه، لاختيارها طريق الفراق التي آلت له حالة العاشق الولهان ليسطر رسالة بثورة مشاعر الحب والحنان والاعتزاز لعدم حضوره في ساعة فراق …مخاطبا حبيبته برجاء…
عزيزتي رجاء …..
تحية وبعد،،، لقد أسفت أشد الأسف لكوني لم أستطع الحضور لرؤيتك وزوجك الكريم، في الواقع أنا لم أشأ أن أخبرك ما هو السبب الذي منعنا من الذهاب، ولكن للأحكام ظروف ! لقد توفي ابن سيدة فاضلة صديقة والدتي وفي الوقت نفسه ابنها وهو في التاسعة عشر من عمره صديق لأخويّْ لقد توفيّ فيما كان يهم بعبور الطريق حين دهسته سيارة مجنونة فألقته على بعد عشرين مترا منها، في الوقت الذي كنا فيه نستعد للذهاب اليك، تلقينا هذا الخبر المروع وكان طبيعيا، بل واجبا علينا وعلى أمي بالأخص أن نذهب لمواساة تلك المسكينة التي لا أحد لها سوى أولادها الثلاثة المتزوجين وزوج سكير.
هذا هو المانع الذي منعني من رؤية وجهك الحبيب عزيزتي وأود هنا أن أبدي اعتذاري لكوني تأخرت في الكتابة اليك وهذا يرجع لكثرة ًالدروس وانهماكي في الامتحانات والتحضير، وانتظرت ريثما نأخذ فرصتنا وأكتب لك على (رواق) كما ارجو أن تحملي اعتذاري هذا للسيدة المحترمة حماتك وعائلتها وزوجك الكريم.
لقد سرني جدا بالتعرف الى زوجك النبيل ورؤيتك برفقة شاب مثقف هادئ أنعم الله عليه بزوجة سامية رفيعة الخَلقْ والخُلقْ فكان دعاء امي لكما بالتوفيق والسعادة والنجاح في حياتكما الزوجية الهانئة، أدامك الله مفخرة لآل زوجك الكرام.
كانت غصتي مرة عندما افتقدتك في عيد الفصح المجيد ولم أراك قربي كما تعودت دائما، فنفرت الدموع من عيني وأنا أبتهل الى الله أن تمضي أوقاتا سعيدة مكللة باليمن والبركات في ظل هذا العيد السعيد، أدامه الله عليكم بالخير والسعادة.
صدقيني انني لا أدري وعاجز عن التعبير لما أستغفره من ألم وخجل وأتابع الكتابة بجنون!!!
رجاء…!
كتابي هذا الذي هو مزيج مختلط من أحاسيس مختلفة من فرح وألم، من بعد وقرب … ولعلك تدركين مدى تقديري لهذه الرسالة التي أعتز بها وبصاحبتها أكثر.
نعم يا رجاء لقد ذهبتي وبعدت جسدياً لتنتقلي من حياة بريئة يكللها مرح الشباب والصداقات الجميلة، من حياة لا مسؤولية فيها الى حياة تختلف كل الاختلاف عن الحياة الأولى … فأنت الآن ذات مسؤولية وواجب كبيرين يتطلبان منك وفاءً وتفانياً في الإخلاص للحفاظ على كيان بيتك السعيد لتقديمه في قالب من الود والاحترام والحنان الى أعز شخص لديك الا وهو شريك حياتك! فحافظي عليه ما استطعت وصونيه بل واحميه من غدرات الزمن وتقلباته، لان في ذلك رفع لبنات جنسك في المجتمع، ولا عجب فأنت مسؤولة عنه …
عزيزتي أنا اعلم بأنك عاتبة علي بأني لم أحضر زفافك ولم أهنئك ولو برسالة، بصراحة وصدق كان أملي كبير أن أشاركك أحلامك وأفراحك وأكون الى جانبك، صدقيني بأني تألمت جدا بل وبكيت بمجرد تفكيري بأني لن أكون الى جانبك في يوم فرحتك، وفزعت لبعدك وفراقك !..فلقد عشت في يوم ابتهاجك بعقلي وعواطفي وقلبي فشاركتًك به دقيقة بدقيقة وبالثانية ….
لقد كنت بعيداً عنك جسديا، ولكني كنت معك. في عواطفي وإحساسي دائما وأبداً …
انني أبتهل الى الله أن يمنحك السعادة والحب والهناء في كنف زوج كريم يعرف قيمتك ويقدرك.
التي تعكسها كرجاء انت الرجاء كنت وانت بعيدة عني أراك بمرآة قلبي.
صديقتي … حقاً لقد أثقلت عليك بهذه الرسالة فأرجو المعذرة وتعرفي لي أخطائي السابقة التي أوضحتها فهي كثيرة وأملي أن تلتمسي لي العذر عن ذلك كما عهدتك دائماً، اما وقد عرفت مقرك الجديد فإني سأتصل بك لأجدد عنوان صداقتي لتكون عربونا لحبي وصدقي ووفائي.
في الختام اتمنى لكم حياة سعيدة يكتنفها حب وإخلاص واحترام…
الصديق وائل